تقذفُ الأشجار أوراقها على الأرصفة العقيمةوكأنها تمنحها الأطفالالخريف لم يظهر بعدوالغيوم كاذبةتلتحمُ في السّماء كالأجسادلكن لا أطفال هناالحياة على كرسيّها الخشبي تهتزّتتأرجح إلى الأمام .. إلى الخلفلا تحيكُ لنا الكنزات الصوفيةقالت لي المصيبة يومًا: الحياة جدّة شرّيرةلا تروي القصص بل تكتبُ بجلدك حكاية لا تشبهك ربمالا تخيط ثوبًا لمولود جديد بل تجهّز له الكفنلا تضعُ نظارة بل تقتلع أعينَ المحبين وتتركهم في الظلمات يعمهون.تقذفُ الأشجار أوراقها الصفراء على الأرصفةلا أحدَ يحبّك عندما تصبحُ أصفرَ الجلدلا أحد سيلتقط خوفكَ من السقوطالحياة على كرسيها الخشبي قربَ الرّمادمنذُ بداية تلوّن الأجسادتأكلكَ في صحنٍ أبيض بأصابع لا ظفرَ لهاتركّبكَ كيفما شاءت في المَشهدتتأرجح إلى الأمام .. إلى الخلف ..حتى تكتشفَ أنكَ الكُرسي ..لا أطفالَ هنا ..ما فائدةُ الحياة هذه إن كانت لا تَلد؟هي تعلّق الضحكات على الجدران كرأس حيوان الرنّهتسلخُ قصص الحُب وأساطير الأمل تضعها على الأرضيةسجّادة عاجيّة ..الفقر في المطبخ يعدّ لها حساء المَساءوهي تمسكُ خيط الفجر الأبيض في قبضتهاقال لي الحُب يومًا: ابحثي عن الصّلاةتحتَ سجادة الصلاة.ابحثي عن ثياب الصلاة تحتَ جلدِكقلتُ: أنا أخافُ المغرب .. يشبه الموتقالَ لي الموت: كنتُ ألعب معكِ الغميضة مُذ وقعتِ على الرصيف.ما زالت الأشجار تقذف أوراقها على الرّصيف ..حتى اكتشفتُ أنني الورقة .. والكُرسي .. وسجادة الصلاة..وأنني أنا هنا .. كلّ الأطفال هنا ..يحاولون قضمَ يدِ الحياة.
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.