إكسير العشق من "ديوان اكسير العشق" - برادة البشير عبدالرحمان

استهلال
 
 
في إطار مقاربتي " اللسانية -الاثنولوجية " بالتلازم مع نظريتي في " التضايف " للمفاهيم والأسماء والمواقع والأفعال والعقائد والأفكار ...خلال أبحاثي المتصلة بفلسفة الحضارة والتفاعلات الثقافية وخلفياتها اللسانية …
سأعمل في استهلالي لديواني الحالي " إكسير العشق " المتضمن لقصيدتين: 1) إكسير العشق، 2) الميتافيزيقا كشرط إنساني ...ثلاث صيغ لغوية وهي:
أ) جلجاميش: في إطار دراساتي الحضارية واللسانية للهلال الخصيب
ب) مقاليد: في إطار مقاربتي ل" غريب القرآن "
ج) آل برادة: بالمغرب والعالم العربي بمناسبة ما تم نشره -أخيرا -بصفحة " غوغل " في الموضوع.
وتمهيدا لذلك أشير إلى أن الكثير من الدارسين سواء كانت مرجعياتهم: تاريخية، أو فلسفية، أو لسانية، أو إسطتيقية ...مثل:
- الألماني: " أنطوان موتكارت "
- الإنجليزي: صموئيل كريمر
- العراقي: طه باقر
- السوري: جوزيف أسمر ملكي
شأنهم في معالجة تراث الهلال الخصيب شأن بعض الدارسين لتراث مصر الفرعونية أمثال " زاهي حواس " أو الباحث المصري " أسامة السعداوي " ...كثيرا ما يتم الخلط بين " سياقات " تاريخية وحضارية تتجاهل خصوصية " المنظومة " الثقافية " و " اللسانية " الأمر الذي ينتج عنه سوء الفهم وتعنت في التأويل …
وأخطاء في الترجمة ...فيقع الدارس في متاهة تلفها المفارقات و النقائض … و هذا ما سنحاول توضيحه في إطار مقاربة نقدية بالاستناد على المنهج المشار إليه أعلاه ….حيث يمكن الرجوع إلى دراساتي في الموضوع في مقارباتي للفن التشكيلي ضمن (14) مجلد ، مع الاستهلال المرفق بدواويني المختلفة إلى جانب دراستي لأصول الحضارة الفرعونية من جهة وأخطاء في قراءة برديات وجداريات ومنحوتات هيروغليفية ...والكل منشور ب " محراب الشعر / بوابة فاس / berradabachir.com /….
و البداية باسم جلجاميش
1 ) فما الذي تعنيه الصيغة اللغوية ( جلجاميش ) .!.؟
من المعلوم في جل اللغات المسماة خطأ بالسامية - ولي في الموضوع دراسة السياق لا يسمح بإيرادها - أو المسماة بالهندو- أوروبية ...أو غير المصنفة ...أن أسماء الأعلام للذكر أو الأنثى تحمل معنى مثل : أمل وأحلام وصباح وسعد وكريم و هانيبعل … وإليزابيت ...وإيزابيلا...و أثينا...و باريس الطروادي...و قدموس وعايدة… ثم ( دنيا ) و دينا و " تينة " ...ومعلوم - على سبيل المثال لا الحصر - أن دلالة " دنيا / دينا " الآن... لا تتطابق مع دلالتها القديمة بالهلال الخصيب لآلاف السنين قبل الميلاد ...ومعلوم أن الاعتقاد بالترادف أو التطابق ينم عن جهل مطبق بحقيقة اللغات والتي تتضمن في كل "حرف "وكل مقطع وكل فعل أو إسم شحنة إثنولوجية تجاهلها لا يساعد على فك ألغاز أسماء الأعلام ...من جهة ، ولا يفيد في فهم بعض الأمثال المسماة - من باب الغلط - شعبية مثل المثل المغربي الساري على لسان أهل ( فاس ) والقائل : " الزَّبُّ المرضِيُّ يْجِيبْ التِّينَةْ من بغداد " …والذي سنبسط معناه - لسانيا وإتنولوجيا - عند معالجتنا لرسم ( آل برادة )...
 
(يتبع) / فاس في : 14/01/2019
 
 
************
قصيدة إكسير العشق
************
كم مُدَّعٍ " …" بيانا " ....!
بالنسب… أصلا و طبعَا ...!
وكم واهم…" تَنَكُّره "...!
أخفى ...فما أبدعَ ...!
******
من يؤمن ... ب" كَافْكَا " ...!؟
فالتنكر... لا يشعل شمعه ...!
ومن يرى ...الحياة تنكرا ...!
لن يجد بها...رُبعاَ ...!
******
 
 
التنكر...صنو الصمت ...!
والصمت لا يفصح ...مهما ادَّعى...!
فمذ كَسَّرتْ ذاتي …" القوقعه " ...!
عَلِمْتُ أن " فاس مرآة " ...لمن وَعَى...!
******
فلا يخفى أمر ...مهما الكل سعَى...!
والبوح شرط إنساني ... فردا وجمعَا...!
الكون كالكينونة...كأي كيان...!
كالبراعم ...ترى الكُمونَ قمعَا ...!
******
 
 
فالطفولة كالورود ...كالصبايا ...!
لَهُنَّ في التفتح...و الوصال مسعَى...!
والصُمُّ ... كالبكم...كأي حي ...!
لهم في الإشارة ...نزعَه...!
******
فأريج الرَّنْدِ ...كنظرة حوائي...!
يهفو لها الوجدان ...طوعاَ ...!
والكل للوصال ...بالصوت يسعَى ...!
كعناق الرضيع ...بالفطرة ضرعَا...!
******
 
 
أعانق الدجى ... في حوار حدسي...!
وغيري بعد السهاد...يصحون للكلام جوعَى...!
ويُدْمِنُ " الخامل " النوم …" دَنًّا " ...!
وتكفيني في الغفوة...جُرعَه...!.!
******
لا يقنع " غافل " ...بعدوى التنكر...!
ورشفة من ثغر حوائي...كانت لي أنجعَ...!
فالرحيق كالتماس ...بالعين بالثغر…بالنهد
إكسير بالفؤاد والروح ...تَنَوَّعَ...!
******
 
 
إكسير الحياة ما خالط ...نفعَا ...!
وأعظم النفع...حلم بالنفس ...شعَّ...!
فليس كالحلم ...سوى طَلة حوائي...!
والروعة أَنَّثَتْهُ بدل الوِتْرِ ...جمعاَ...!
******
فالجمع إن عانق " تاء " ...أفضى…
في الخصوبة والجمال ...بما أودعَ ...!
الجمع شقيق الجماع دونه ما كان ...لقاح
فأنَّى لنا ...بلوحة تفيض ...روعَه ...!
******
 
 
وإن غاب التماس ...بالعين … باللمس
والهمس ...لقاحنا لا يبيض ...مُتعَه ...!
فلا تفيض العواطف ...من برودة ...!
ونظرة حوائي ...توقد ألف شمعةٍ وشمعَه ...!
******
فالنظرة في العشق ...تشي بما تَخَمَّرَ
في الوجدان...والشوق يفضي ...بما شعشعَ...!
وكلما دَبَّتِ العواطف بالأذن...تداعى لها الثغر
بعينٍ...بريقها أشرق ...فلعلعَ ...!
******
 
 
ما من كائن حي ...إلا له للجمال بالنفس
كم لوحة...سحرها بالشوق في الذوق لَمَعَ...!
فإكسير الحياة...ليس في " زِئْبِقٍ " أو زرنيخ
لا يفوح سوى بزعافٍ...نفحته تُوسع للردى رُقعَه...!
******
بالروح نطفة خير ...وبالنفس للجمال نفحَه
والتواصل ينسج لها بالوجدان أفقا ...أوسعَ ...!
فإكسير الحياة لا يخالط " عصير خِيمْياءْ " …
بل يسقي العشقَ عصير عواطف... دمعةً دمعَه...!
******
 
 
وتهدي المنايا ...بالخرافة " إكسير الموت " ...
للكسيح كالسقيم...بدل سرير الخلد ...نعشا...!
وتجنح النفوس المريضة ...بالأوهام لحتفٍ
فتطلب بها بدل الروعة ...لوعَه ...!
******
إكسير الحياة وصال لا انفصال ...والعشق
لا يربو ...على ضفة شوق لا يعرف نبعاَ...!
بالعشق نحيا ...ولولاه ما بدا في الأفق…إكسير
فتكفي للخلد...صلاة بمحراب الجمال...ركعَه...!
******
 
 
البسمة إكسير الحياة ...شكلا... ومعنى
فمتى مال طفل أو أنثى للتكشير...وَلَعَا...!؟
إكسير الحياة ينسجه العلم ...مُذْ طَلَّة جلجام
ما عبث ...الإكسير بضربه … " الوَدَعَ "..!
******
لا ينسج حلمَ الخلود ...لغوُ الكلام ...!
فلا دجل في العشق ...عُرفا وشرعَا...!
فتلقيح العشق كتلقيح الإكسير لا يتم جمعا سوى
بين الأفاعي...والكشف له في ماء الحدس نَقْعَا...!
******
 
 
فهرمون " الأنْدروفين " إكسيرٌ لا يفيض بالحياة
مع المغص...والبسمة كالتعاطف لها بالنفس وقعاَ...!
فلا تبخل الأرض ... بلوحات الغروب والشروق…
فلا يشكو نقصا فضاء يعج أريجا...وطَلْعَا...!
******
رأيت أمنا الأرض…"مَرْسَمًا "...
مرسمها يفيض جمالا...!
محرابك " أمي " بالصلاة أولى …
ولشِعري مرجع بوح … و صَنعَه ...!
******
 
 
 
يسحرني خُيَلَاء المرأة ...في الحركة ...
وفي السكون...تنسج بعيني سحرا
كرسوم " زُهَا " تخالها " تحبو " في الواقع
كلما غازل اليراع خيالا ...وأُصبعَا ...!!
******
رسوم " زُها " كتشكيل مرجان…
كموج يخالج...شوق عاشق ...!!
يصوغ إكسير حركة ...بدل السكون …
إكسير يطبع للمتعة بالنفس ...موقعَا ...!!
******
 
 
تنسيني الحركة … " أفضال السكون "...
فشوقي لحوائي يموج بماء ...دافق ...!!
كفعلِ تُحَفِ " زُها " بعيني وعواطفي...!
فِعلَ البدر بالبحر مدًّا...بلا رَجْعَه..!!
******
تَنَطَّعَتْ " زُها " في المعمار ...فامتدت
نَطْعَتُها ...بالوجدان مُتعَه …
فعلها بالجنان كقبلة حوائي…
طبعت على خدينا...لون وردة...كنَطعَه...!!
******
 
 
 
 
 
حلقتِ يا " زُها " بخيالك في رياض …
العشق ...وفي خيال الطفولة…
فنسجتِ بخيال عانقَ بُناةَ الوركاء…
خيالٌ ابتلع " جدار بلانك " بلعةً...بَلْعَه ...!!

مناسبة القصيدة

إهداء الى رمز العبقرية المعمارية العربية " زُها حديد "
© 2024 - موقع الشعر