إحداثيات العشق من ديوان إحداثيات العشق تعلو إحداثيات الهندسة - برادة البشير عبدالرحمان

استهلال
 
في الأول كان هناك الشعر ... فليس كالشعر خطاب بين أصناف الخطاب... يتميز بروح الصدق …
في مقاربة العواطف والأفكار والأحداث ... ومعانقة المخيلة وصياغة الأحلام... هناك في حضرة الشعر شفافية الكينونة دون قناع بلا فواصل ولا أقواس ...لا جمل اعتراضية. فلا مجال لما بين السطور فلم الحاجة للتأويل ... حيث يسكن الوضوح وتطل الشفافية من رحيق شاعرية الحدس…
فالكتابة الشعرية لما هو إنساني سواء في عناق لإطاري المكان والزمان...أو في التعالي على ما يؤطر: المفهوم ... ويقيد المقولة ... هناك في التعالي يجترح الحدس نطفة الإبداع في اللفظ ... في الاشتقاق ... في الإيقاع والأسلوب…
بهذا المعنى يمكن فهم أنه في الأول كان هناك الشعر … قبل إطلالة النثر وقبل ابتداع الترتيب والرتابة والتراتب... قبل اكتشاف الحشو وبلورة اللغو والإطناب... وأسلوب اللف والدوران ... واعتصار الغموض من سحابة " التخفي ..."
قبل هذا وذاك كان الشعر ... "الشعر-الكلمة" ...إنه بحق الكلمة التي حررت الإنسان من خَامِيَّةِ ما هو طبيعي…
إنه الشاعرية التي " ثقفت " الطبيعة وأنسنت الغُفل والجَلَف والصَلَف ...والقرف...فأمسى الإنسان بالشعر غاية في الرقة والعذوبة ... واللطف .... ولولا هاتيك المعاني والمشاعر ...التي احتضنها الإنسان لما كان جديرا بعواطفنا العشق ...وقيم التسامح ومفاصل التواصل …
الشعر جسر الإنسان للعبور إلى عالم الود والدعة ... في ما وراء صخب العنف والصراع المرفوق بقعقعة السلاح... و زعيق الخشونة ونعيق الغربان المذكر بطقوس الدفن من عهد قابيل وهابيل…
في كنف الشعر في أحضان الشاعرية تحل البسمة مع شقائق النعمان والرقة مع تغريد العصافير بذلك حلم فحول الشعر ومُؤَنْسِنوا الكينونة الخام ...منذ جلجام و سيدوري وبيسون ...منذ تأملات وتراتيل الشعراء والنساك …الباحثين في أجواء السكون عن بهجة الحياة ...عن سر الديمومة... ديمومة الوجود والموجود. ..
-------------------
برادة البشير
فاس في: 02/01/2019
 
من المعلوم في تاريخ العلوم الرياضية شيوع الاعتقاد بأن اليونان مع فيتاغور و طاليس و أوقليدس و من قبلهم باريمينيدس ، هم من أسسوا مبادئ البرهان العقلي و أسلوب التفكير المنطقي , الامر الذي ثبت خطأه, ذلك أن الاكتشافات التي تمت في اطار الحضارات الشرقية القديمة بما فيها بناة الاهرامات , أكدت الباع الطويل لتلك الحضارات في علوم الرياضيات ...
و نفس التوهم لحق تصور الاغريق للعشق , حيث أساؤوا تأويل و فهم تمثال ربة العشق و الجمال في الهلال الخصيب " لَيْلِيتْ" حيث تمثالها يجمع بين رمز الخصوبة المشابه للصليب و الذي تسرب للعقائد الفرعونية مع البُوم كرمز لليل حيث تنشط "ليلى" في إغوائها لتموز , فليس البوم رمز حكمة بل رمز ليل الإغواء, و من رموز تمثال ليلى , الأسد الذي اعتقد الاغريق أنه رمز الحرب المقرون بآلهة الحب كما تشخصه أثينا بينما في الأصل بالشرق , الأسد رمز سلطة الاغواء في العشق لا في العنف.
 
-------------------
 
 
إحداثيات العشق
 
*********
 
زارني طيف العشق…
شعرا..!
يزاحمه " طيف " العقل…
نثرا..!
ناقدا...حال الجنوب...
مع الشَّمال..!
فأوحى بصيغة " فَعَّال" …
للعشق ..!
وإيقاع " فَعُول" …
للمستعمر..!
إيقاع...يفضي بالسر…
المكنونْ..!!
******
تخفي الأنثى كل المفاتن…
عدا العين ...سوى النهد…
بالعين...يحيا العشق …
و بالنهد روضت " حَرَمْتُو"
رفيق جلجام..!
فأنكرته الوحوش …
لأنه أصبح بسحر النهد…
إنسانَا..!!
******
 
 
المستعمر لا يَكَلُّ...لا يَمَلُّ …
لا يَفِلُّ...ولا يعرف إلا أن يُذِلَّ …
فسَبِّح ب"لام" العُرب…
عبر العصور...ولا تقف عند
" المُهلهل "...
كي تفهم: اقرأ نشيد " العَمِّ سام "...
نشيد... نهاية كل عام …
يردد " نقيق" الضفادع…
" تَسامَحٌ ...حُريه... "
والقتل كل يوم على الهويه…
سودا ...يقتلون بقلب …
حقدا ...مشحونْ ..!!
******
كل دورة...كل دائرة …
كل مدار ...لنفس العاشق …
مرغوب ..!!
فالعاشق...كبدر يهوى أن يكون …
مجذوبا…
فالشوق للعاشق ...جاذب ..!
مهواه...بين النهدين…
له بالعشق ...في المدار…
عنوانا..!!
******
 
 
تقول " ماما "...وقول الأمومة
صدق …!
يحتضر " الزَمَّار" ...كالمستعمر
وأصابعه...تراقص …
ثقوب القصب..!!
وعند غياب " النَفَسِ "...
يستعير " الخيالُ " إشارة …
البَنان..!!
لكسر …" وهن " السكونْ..!!
******
دورة العشاق ...ك" سيدورا "
شاعر...الغرام..!
دورة لازمة…
وفي العشق ...طقس…هُيام
ذاتهم لا تملك ...عن مدارها
ميلا...أو بديلا…
وهل" يُشكر "خارج العين …
للصلاة محراب .!؟
إذا ما الشوق بالعيون …
دعانا..!!
******
 
 
تقول " ماما " ...وقول الأمومة صدق
بطعم اليقين ...دون حجة …
أو يمين ..!!
صدق ...كصورة المستعمر
حول " الضحية " …
ك" قُرُوءْ "الصبايا ...في الحيض
أو الطهارة ..!!
لا يخطئ الحساب …
من ...قرونْ ..!!
******
كل دورة... كل مدار…
عند العشاق ...حراك
مقدس ..!!
كرقصة النجوم …
كرقصة الكواكب…
كالأسماك ...تحاشيا " للردى "
تدمن دورة الهروب…
كغزال يدور ...يقفز ...مناورا
وحش...المنايا ..!!
فالموت خارج " المدار "...
للغافل...مثوى…
مثواكم...لا كمثوانا..!!
******
تقول " ماما " …
قُروء...الصبايا...في البدء
كما في الختام …
طهارة..!!
وخلاف العُرب ...كضحايا…
المستعمر…
يأبى نسيان " الهباء "...
فبين الحجاز ...والعراق
في " القروء" ...خلاف
وغير ذلك… في القراءة …
قول ...مَلحونْ..!!
******
" عصفورية " لبنان ...ك" سيدي أفرج "
بفاس ..!!
كحصار المستعمر " للبدائي"...
الكل ...في " الركن "...للفرج
متوسل..!!
يرنو ...خارج " العدوى " …
عدوى " الخَلَلِ " تأبى …
إفراجا...كحلم حواري…
المسيح..!!
داؤها...في العبث ...طواكم
وما...طوانا..!!
******
 
 
ف " شاويش "...دون " تاء " …
من أنقرة ...يحذر " باريس " …
بلهجة " ماكرون "...أن ارحل…
دون شكر ...على هدايا…
" بيكو "...
يغني " تشويش "...
نحن والعدالة ..." كالقمر " جيران "
وعلى " مبادئ " أرطَغول…
حافظونْ…
******
حوائي...كدوحة " المَنِّ " …
كلما دغدغت ...مفاتنها…منت
ب" صمغ " العشق …
فتذوب ذاتي...كروحي...
والقلب على النفس ...معطوف..!
الكل...يذوب في " نصفي " …
فأغدو بالغوص ...حبيسا
كفراشة...تسكن …
كَهْرُمانا..!!
******
 
 
كذا...يدور المستعمر…
مع المنفعة ...مع السلطة …
مع السطوة ..!
كدورة كوكب...حول نجم …
ما له من جذبه...هروبا
فينسى " الحرية ...و الأخوة …
كالعدالة…"
في كل ...حرب
وعند العجز ...يستعين لكسر
" التنينْ " …
بحرب …" الأفيونْ "..!!
******
إحداثيات...الهندسة بين نقطة وخط
وخيال…
لا كإحداثيات العاشق …
كشاعر ...مثلي..!
تجتاز " درب ...اللبن "...
بين النجوم…
ف " بيكار "...العشق مقاسه …
أوسع من أبعاد الكون …
وهل من بعد ...يعادل
أبعادا…بين نهد ونهد..!؟
جَوَّانا..!!
******
 
ليس ك" شيراك "بجامعات …
" باريس "...حكيم
حكيمكم…" جاك "...
رفض خراب بغداد…
في ذكرى…" هولاكو "
فاعتبره العم " سام "...حقيرا
كدودة ترفض التنفس …
خارج ...الوحل ..!
لترى نور " تاريخ "...لا يكتبه
إلا …" منتصرونْ "..!!
******
ليس في الكون ...أرحب
من مسام ...الحنان …!
ليس في الخيال ...أندى
من عاسوق ...حواء…
الحلمة ...بليغة كعين أنثى…
قد فهمت ...غاية أسلافي …
عند نحت أفروديت …
بألف نهد ونهد…
فهل من عشق ...دون نهد ..!؟
حدس لا يدركه ...من دعاة العشق…
سِوَانَا..!!
******
 
 
 
 
أليس تَحَسُّر " ماكرون "..!؟
على خيانة " ترامب " …
ل " هجر " الشام …
حماقة ...العصر..!!
فوليد" دوغول "...يحتفل
بالتحرير…
عند ...قوس " النصر "...
ويحلم بالتسلط…
سحابة صيف ...مهما طالت …
تدول…
مآل ...العبث يا " حَتْرُوش "...
مَنونْ..!!
******
 
 
 
 
 
 
 
كلما جحظ… " الجاحظ "
أدرك سر " سقراط " …
فأفلاطون عانق...أسرار
المعلم. !!
عدا " الكتابة " …
سوى عناق حواء …
فالكتابة عند الجاحظ كسقراط…
فاضحة ..!
لذلك...اختلق المستعمر …
" ناموس " السر …
فالخفافيش لا تمتص ...دماء
عند ...فتح العيونْ ..!!
******
كَذِبُ أفلاطون ...كوهم…
" فرويد "...
ما كان …" التصعيد " أُسَّ…
إبداع …!
لا إبداع عند عاشق …
كشاعر ..!
خارج حضن أنثى…
فالخيال...مهما حلق …
لا يبيض عشقا ...دون تماس
مع نهد ...مصونْ ..!!
******
ينسى " ديتوكوفيل " مبادئ " الأنوار "
فيدعو ...ك" ماكرون " لتحضير …
" البدائي "...المتخلف..!!
كنسيان أفلاطون …
دروس …" المأدبة " في أصل …
العشق ..!
أصل ...مزج طينة آدم…
بصلصال حواء..
فاختار...غربة العزوبة…
كأن التناقض...يهوى عناق
النسيانا..!!
******
العشق ...لا يفضح … " سرا "
مُذ كان الإنسان ...كان حدس
الأنثى …
منهل الشعر في العشق …
فلا يقرأ الروعة ...من عهد
" نانا "...
سوى من درس في " مرسم "
أنثى ..!!
لا يدب آدم أبعد من أنفه
إن هجر ليلاه...
أمر أقره الآباء …كالبنونْ..!!
******
 
في لجة العشق ...تذوب
الإحداثيات…
تتبخر مدارات " اللَّامْبُو "...
فسحر " بياتريس " ...كهلين…
كانتظام...كبثينة…
سحر ...يضمن الحق
في الوصال …
و بالشعر...يجتاز العاشق …
" جدار ...الجحيم "...خالدا
مع ليلاه …
في بؤبؤ العين ...سِيانَا..!!
******
لا يَقهر حلمَ المستعمر …
سوى " ضيق ذات اليد " …
فينوب "اللون الأصفر" …
عن أحزاب ...النفاق ..!!
و يساوي " التداول " بين التخلف…
والتقدم ..!!
أمام ...سلطان الاقتصاد …
كل ...صولجان
يمسي ...كحسير...مرهونْ..!!
******
 
 
 
 
 
العين فضاء ...بأفق رحب
عند ظل ...الرموش ..!
ظل كسحر... الشروق …
كفتنة ...الغروب …
كذا تُوَسِّع رموش حوائي
أفقي ..!
ومن امتد له جناح شِعره
امتداد ...أفق العين …
لا يبالي باغتراب الشمس…
لا يبالي بطلوع...بدر..!
الشاعر...ينادي فتنة العين
بالجمع ...افتتانا..!!
******
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تقول " ماما "...
المستعمر يا بني…
ك" حليمة "
سجين " العادة "...
عادة ...السطو…
ك" مسخ " ... وارسو
لا يحيا دون سفك ...دم..!
المستعمر كحليمة إذ تحن …
لعادتها ...القديمة …
مثل " أغَامِمْنُونْ " ...ك "غورو "...
ك" ماكرونْ "..!!
******
 
 
 
 
 
 
 
تقول " ماما "... من يملك نور عين العشق
تزوره الفراشات...دون موعد …
دون ...وعد..!!
فصلاة الروعة ...تحاكي
رقة ...العين ..!!
تحاكي تنفس النهد …
كإشارة البنان ...كالجيد
من أجل ذلك ...يفضفض العاشق
في حضن ...حواء
بالصمت ..!!
فاللغو ...أثناء الصلاة …
يطفئ...الخشوع..!
ولو ...بلغ الصدق …
في الحرارة … إيمانا..!!
******
تقول " ماما " …
كل …" مُشغِّل " يقيد ...العامل
بالديون...كي لا يبارح...العمل..!
كذا تفعل " مساعدة " المستعمر
ف " صُولْدِي ...فاس"…
بالطرة "مثقوب "...
يحصد بالمقابل …
ألف مليون ...ومليونْ..!!
******
حبات عنقود...عشقي ... كمسار القمر …
فالهلال...للوليد ..!
والتربيع الأول...للطفل..!
والأحدب الأول ...للمراهق..!
أما البدر ...فلحوائي...كما ...لي
من أجل ذلك أوصتني…" ماما "
أن لا ...أفك عناق ليلاي …
" لحظة ...استدارة البدر "...
ليدوم عشقي ...كاملا
فلا أول ...ولا " مِحَاقا "
في عشق ...تليد…
عشق يَصهرنا...عَيَانا..!!
******
العشق في " طور "... البدر
بطاقة ...لا تنضب …
لا كأسلحة…" باريس "...
حين نفذ العيار ...أهدت
" سم ...سايغون "...على طبق
من " وهم "...للعم " سام "...
فكان الهروب ...من السطوح…
المكر ...بذاكرة …"مائية"
من أجل ذلك ...العشاق …
لا ...يمكرونْ..!!
******
 
 
 
 
 
 
فالصدق...سليل العشق …
لا ينطق عاشق ...كشاعر..!!
كجميل ...بثينة..!
إلا...بما تمليه حرارة الشوق …
و دفء...الفؤاد..!!
كذا ...أفحم صدق " بثينة "....
من...دهر...
"شاعرية ...مَرْوانا "..!!
******

مناسبة القصيدة

الخطاب الشعري كأداة لمقاربة القيم و التاريخ و فلسفة الحضارة
© 2024 - موقع الشعر