-/-/- أسماء بلا مسمّيات -/-/-***خطاطيف قلبي أتتْ من بعيدفشرّعت قلبي لأبدأ رحْلَتِيَ الموسميّهْففاجأني الماء و هو جليدو تلك الغصون الّتي لم تبرعمْ.أ ما آن للثّلج أن يتفتّح ماءً ،و أن يفتح الماءُ بابا له في مسام التراب ،و بابا لقلبيَ في ليل هذا الزّمان،و نافذة قد تطلّ على ما اختفى ..من دمي في عيون السّماء ،و ما ضاع من وهج الشّعر تحت ركام السّنين ؟فهذي القصيدة تُوجِعُني عندما لا تجيءو حين تجيء .تفاجئني حين تأتيكسارقة تستبيح حمى خافقي دون إذنفتسلبني النومَ ، تُدْخِلني الحلْمَ ..تُسْكنني حين تَسْكنني الحزن ..تُوقِفُنِي في الصّراط ،و تُسكنُ قلبيَ منزلةً بين منزلتينتسالمني حين يغدو شعوريَ حربا .و حين يمزّقني الحبّ رغبا و رهبا ،تلملم أشلائي المتناثرات هنا و هناكتعيد إليّ اتّزانيَ في عالم كلّ ما فيه ..يشكو من الاختلالو يشكو التردّد بين الكيان و بين العدمفما أصعب الشّعر حين يجيءو ما أصعب الشّعر حين يغيبو إنّيَ ما بين هذا و ذاكأسيرُ أسيرَ الأسى* * *ألا تعلمين بأنّك حين وعدتبأن نلتقيفتحت لقلبيَ دنيا من الأمنياتو حين خلفتضربت له موعدامع الحزن و الانبتاتو إنّيَ ما بين هذا و ذاكأسيرُ أسيرَ الأسىأسير غريبا، غريباغريبا أنا في عيونك غربة موج البحارعن السّير بين الصّحاريغريبا كنوِر شهاب يجوب ليالي الشتاءفهل تسمعين خطى الحبّ تعدو على درب قلبيو تزرع في كلّ شبر نبيذا و شوقاو فاكهة في حنايا دميأنا من أنا ؟ أنا من لا شموس له غير عينك أنتِو لا أرض غير مساحة حبّك أنتِو لا روح إلاّ انتمائي إليكفحتّى متى سأظلّ غريباكأوّل نجم يحطّ الرّحال بساح السّماءغريبا عن الماء في بيت لحمو قد كان لي في حماهاديار و أهل و أرض و ماءو ها أنّني اليوم صرت غريباكطفل تُربّيه أمّي ..الّتي فقدتْ والدي من سنينو زوجةُ عمّي تربّي الأمانيمعي، مع كلّ وليد جديدو عمّي يجيء إلى بيتنا كلّ عامو يمضي غريباكبدْرٍ يَجُوبُ الفضاء نَهَارالماذا تَشُقّ عليه الإجابهو يتركني حين أسأله :" أين تمضي ؟ "و حين ألجّ أنا في السّؤاليهزّ يديه كصفصافة و يقول:" لنا أمسنا و لكم غَدُكُمْ...و أمّا التراب فقد كان مِلْكًالكم قبل أن تولدواو سوف يظلّ لنا بعدَ أن تأتي علينا الحياة "" أنا أنت يا ابن أخي ..و ذي بنت عمّك كن يا بنيّ لها "مضى الآن عام و ما عاد عمّيو لم أرَ صفصافة بعدهافأقبلت أسأل أمّي:" لماذا خلا الحيّ ؟ أين الرّجال؟ "فقالت:" ستكبر يا ولدي ..و ستعرف أنّ الرّجال فقط يُقْتَلون/ و يُسْتَشهدونو أشباههم يرثون الحياة .* * *و مرّت سنون و صار الصبيّ رجلو قال: " كم امرأة في حياتيتخلّل قلبي هواهاو أسرى بعينيّ في بحر دمع رجيمكم امرأة في حياتيَ ما دقّ خافقها لسوايفكم ذا عُشِقْتُ و كم ذا عَشقْتُو علّمني الحبّ أن غرام النّساءيعلّم صنع القدرو لكنّ ما بين قلبي و بين الوطنلأكبر من حبّ كلّ النّساءفما أهون العمر حين يقدّم مَحْرَقة للوطنفيا وطنييعلّمني الحبّ أنّ الشّهادة ..من أجل عينيك ألف حياةو إنّي أنادي الغزاةتعالوا إذن ؛دماء الشّهيدة موصولة بدماء الشّهيدو نمضي و لن يتفرّق سيل الخُطَا ..عند منعرجات الرّصاصسنُسقط راياتكم راية بعد رايهو نكتب آياتنا آية بعد آيهأ كان بوسع السّماء تجاهل صوت الفداءإذن خُطَّ عندك ..إن كنت أنت تريد حياة فنحن نريد وطنو ما أهون العمر حين يقدّم محرقة للوطنسنبدأ من حيث فارقنا الأوّلونو نخطف من خصلة الشمس خيطامن النّور حتّى نعيد البدايهو حتّى نخطّ حدود الوطنو حيث وجدت الضياء تَجِدْناففتّش إذن عن أماكن لا تشرق الشمس فيهافثَمَّة وجه الحصارو ثمّة سوف تراهمملايين خلف الملايين يمضون كَلْمَىترى في البطاقات جنسيّة عربيّةو لست ترى في العروق دما عربيّاو لا في الوجوه سمات العربو تبكي على وائل أختُه فاطمَهْو أدرك أنّ الزّمان إذن ليس بعد زمان العربلأنّ الشهيد ، شهيد العربإذا كان يوما له أن يعود الحياةسيختار ما اختار بالأمس ..إمّا حياة و نصر و إمّا ممات و قبرو يصرخ :" إنّي الشّهيدسأُولِمُ من جسدي، من دمي للوليد وطن."
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.