قالوا: واقتادوني الى المقصلةتمنّ قبل نفاذ الحكمواطلب ما شئت من الدنيافأنت الآن في الغرفة المفصلةأدرت العين فيمن حوليشاهدت امرأة تعبر من بعيد مسرعةقلت:يا قاتلتي ... يا قاتلتي ..يا قاتلتي بحد السيف المسنونهل زرت مقابر أهلي؟!في بلد العسكر عند الفجرهل كنت عند سماء الكون؟!و العسكر في رقصة سكر و مجونهل زرت وادي الصمت؟!هل شاهدت الأطفال يساقون الى الموت جماعات كشياه تحشر في يوم الزينةتحت القصر ..و تحت الشمس..و في حر الدحنون !!يا قاتلتي ... يا قاتلتي ... يا قاتلتي ..إني أشكو من ألم الجوع في هذا الزمن الكافر ..لا أشكو حر الصيف و برد شتاء الليل ..و هذا البحر يمد فيعلو الموج وراء جبال الصمتو يدفن في الرمل قبور الفرعونيا قاتلتي ... يا قاتلتي ... يا قاتلتي ..هل انت غبار الزمن الماضي؟!هل انت الفردوس المفقود وراء الظنون؟!لا أدري ......؟؟لكني أدري أنك فاتنتياني اركب في هذا البحر شراع الريحو القي مرساتي فوق رصيف الموتو في عمق الصحراءو كنت اطوف بهذا الليل صباح مساءاشاهد كل معارض لهو القوم ..اشاهد هذا الشعب سكارى ..لا يدرون ماذا في الليل يكون ..فترجلت صباح السبت الماضي ... قبل قرونو مشيت انادي .. سكان المعمورة في بحر دمائي .اهدره السلطان بمرسومصدقه حراس القصر و قالوا:هذا شبق يوشك ان يغتصب نساء القوم بغير استئذان ..!هذا متآمر،ينوي ان يُحدث تغييرا في كتب السلطانفليُقتل بالسيف ..فليُقتل بالغاز ..فليُقتل شنقا حتى الموت ..قال النوتي القابع في قعر المركب:فليربط بالحبل و يلقى في البحريأكله القرشو نخلص من وجع القلب ..قال نوتيٌ اخر: لم ينطق بالخير ابدا ..هذا شيطان يكتب شعراو يعلّم اطفال المذبحما يفضح اسرار السلطة، في الحاضر و الامسو يعلّم مثل نبي مطرود من كل بقاع الارض..قليقتل حيث يكون ..قال البحار الممسك بالدفة:لا تفعل يا نوتي البحارة ..ان الله سيقلب هذا المركبان انت فعلت المنكرفالشاعر لا يقوى ان ينظم قافيةحين يكون الجوع ..يعشش في الامعاء و تحت الابطينو فوق الظهر منذ قرون ..فاتركه لهذا القدَر المكتوب عليه ، يمت من الم الجوع ..و احزان جماعات الشعب المكبوتفاحتملتني تلك المرأهعبرت ذاك الشارعنادت:قالت:من انت ؟!اني آنست الغربة تعلق في نعليكو غبار الاسفار ... لا زالت عالقة فوق جبينكفاشرح لي اسباب القتل في بيروتواشرح لي اسباب القتل في الكوتقلت:منذ قرون،اسمع ان زناة الليل يزورونيزورون نجوم التبانة، هناك ..و تحميهم سيوف بني مرةو الكلبيو ذاك الشرطي الواقف خلف الابوابو اهل الذمة في كل مكان ..هل حقا هذا يا مولاتي، كان ؟!و سوف يكون ؟!قالت:تحميهم آلهة الحرب الخرساءفلماذا لا تتخذ إلهاً يحميك ؟؟و تحمي نفسك من كل بلاءْ ..و لماذا تجعل من نفسك نافذةًتدخل منها الريحو يطل عليك قراد الخيل في الطرقات ..قلت:يتعرون على الشرفاتقالت:انت ايضا تتعرى و تحب العريفهل افسدك الدهرو طول المكث في هذا البئر المظلمة القاعلا تدري كيف تخرج منهاانا انبيك طريق الخرجو درب التبانةتوصل في هذا الليل الى كل حنايا القلب،فاسلكها ان شئتوالا فالقبر هناكو ستدفن ميتا او حيا ، سيان ..فاخرج يا مولاي من ذاك الماضيو اخرج من عزلتكفالعالم مشتاق لسماع صراخ الاطفالفي الطرقات المهجورة منذ رحيلكفي القرن الاول من نشأة هذا الكونيومئذ؛شاهدت طيورا تبكي يوم رحيلكو تغني للوعدو طير الرعدو لم تأت ..و لازالت تنتظر قدومك عند الفجرو تستطلع كل الشرفاتقلت:يا قاتلتي ... يا قاتلتي ... يا قاتلتي ..يا زمني الضائع بين الليل و هذي الطرقاتيا قدٓري المتخم بالجوع و عري الساقينفوق الارصفة المغتصبهو عبر سني العمر المهجورعلى ابواب الردة في تلك السنواتو قلت:هل علمت مولاتياني اركض في هذي الصحراءو حين اراها انتعل الرملاجازف بالروح لاحميهااو احملها فوق ربيع العمرو اهرب من وجه العسكرعبر المدن الخرساءالمنسية في ليل الشهواتيا مولاتي:اني استسلم للوجع الليلي و مأساتياني ازداد طموحا في كل صباحلكن الجند و هذا السلطانيطاردني في كل طريقحتى ضاقت بي الارضفأسلمت الساقين لتلك الريحاسابق احلام السلطانو هذا العسكر يصطاد حمائم قلبي،حمائم روحي في كل مساءو عند المفترقات ...
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.