سيزيف الـرسالة بعد المليون

لـ حمدي الطحان، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

سيزيف الـرسالة بعد المليون - حمدي الطحان

( ( ( سيزيف الرسالة بعد المليون ) ) )
 
للشاعر : حمدي الطحان
 
---------------------------------------------
 
1 - الصَّخرةُ تَكْبُرُ .. تكبرُ باستمرار
 
هي بحرٌ مِن أحزانٍ تتجمَّدُ ليلَ نهار
 
الصخرةُ تَهْوِي في فوهةِ الغار
 
واأسفا
 
لن تترك شيئًا مِن وجه الشَّمس
 
و لن يَتبقَّى غيرُ اليأس
 
ووحشُ الظُّلمات الجبَّار
 
يَتَمَرْأَى في هذي الأركان الأربع
 
يَبْتلعُ اليومَ
 
الأمسَ
 
وقد يبتلع الغد
 
آهٍ يا قلبي لم نخرج بعد
 
قد كنتَ فتيًّا يا قلبي
 
بحرًا لا يَهدأُ
 
و ضياءً يمتد
 
قد كان هَواكَ الشُّهُبَ
 
الرِّيحَ
 
الإعصارَ
 
الثَّلجَ
 
النَّار
 
قد كان نقيًّا كدموع الأطهار
 
لكنَّكَ - واحزني - الآن
 
مسجونٌ
 
هَرِمٌ
 
تَصْدَأُ
 
كالسَّيفِ المُهمَل !!
 
**********
 
2 - عادَ الرُّبَّانُ فلم تَسأل
 
عاد الفقراءُ
 
الصُّنَّاعُ
 
الصَّيَّادونَ
 
السَّقَّاءونَ
 
الحمَّالونَ
 
الأشرافُ
 
الأوغادُ
 
العُقلاءُ
 
الحمْقَى
 
المذكورونَ
 
المَنْسيِّونَ
 
الشُّبَّانُ
 
كِبارُ السّنِّ
 
الأطفالُ
 
فلم تسأل
 
وأخيرًا عاد
 
بعدَ صِراعٍ والأمواج
 
مملوءًا بحكاياتِ الرُّعبِ
 
و ليلاتٍ سوداء
 
لمَّا قابلها
 
راحَ يُحادثُها بتأثُّر
 
عمَّا كانَ
 
وعن لحظاتِ الموتِ المُشْهَر
 
كانت كفَّاهُ تدوران
 
عيناهُ تقولان
 
لمَّا نظرَ بعينيها لَهِفَا
 
لم يلمحْ عطفا
 
كانت ترتسمُ على فمِها باستعلاء
 
سُخْريَةٌ صفراء
 
**********
 
3 - ها قد أدمنتَ البحْثَ فأدمنكَ التَّعذيب
 
الصَّخرةُ مازالت تَهْوِي ويداكَ مُحطَّمتان
 
فَلْتُعْلِنْ عجزَك
 
فلتركع للأحزان
 
ماذا يُمكنُ أن يحدثَ ؟!!
 
بل ماذا يُمكن ألاَّ يحدث ؟!!
 
و زمانُكَ أخطأكَ فَضَيَّعَكَ أَمرُّ زمان !
 
**********
 
4 – قاسٍ و عنيد
 
يا زمنَ الَّلا تحديد
 
صارحتُكَ بالبسماتِ فَهَلَّلتْ
 
بالأنَّاتِ فهلَّلت
 
بالهزلِ
 
الجدِّ
 
الحُبِّ
 
الكُرهِ
 
فَهلَّلت
 
آهٍ .. لو كَشَّرتْ
 
ثُمَّ ضحكتَ أو استهزأت
 
لكنَّكَ زمنُ الزَّيفِ
 
الكذبِ
 
الغِشِّ
 
الأوراقِ المَمسوخةِ والمَخلوطة !!
 
كُنَّا قد شِئنا في فجرِ العُمرِ المُرّ
 
كُنَّا قد شئنا اليُسْرَ فَكانَ العُسر
 
الخيرَ فكان الشّرّ
 
الشَّهدَ فكانَ الحِرمان
 
كُنَّا قد شِئنا .. آهٍ لن أذكرَ ما شئناه
 
فَما أقسى ذكراه
 
و قد ضَيَّعَنا .. ما ضيَّعناه
 
لن أذكرَ ؛ فالميِّتُ في قبره
 
تُقْلِقُهُ الكلمات !
 
**********
 
5 - و أَتيتُ كما أحببتِ
 
أتيتُ
 
و كُنتُ أظنُّ مَجيئي نهرَ حياةٍ
 
يَغمرُكِ فَتبتهجين
 
فإذا مائي مُرٌّ
 
و إذا بكِ زهرةُ حُزْنٍ
 
في الشَّاطئِ تبتئسين
 
 
 
***********************
*******************
**************
© 2024 - موقع الشعر