أيوب ...

لـ الطاهر الصوني، ، في غير مُحدد، 582

أيوب ... - الطاهر الصوني

أيوب ... يا أيوب،
يا رجع الصدى
إشطب على أسمائهم،
في آخر الزمن انتهوا،
لم يتركوا إلا بقايا من دمارْ
بعض الركام، و بعض أشلاءٍ
تطاير نبضها،
بعض المدى متوقفا،
و دماء أطفال هنا لعبوا،
و أشتات من الجوع اليتيم،
ضفائرٌ و دفاترٌ ...
صَلبُوا هنا كل الحياة ... المجدِ
عاثوا في الديارْ
أيوب ... يا أيوب
يلتهم الثرى جسدي
و تنتفض القصائد في دمي
و يمزق الصمت القرارْ
أيوب يا وجع الصدى
يا جرحُ، يا ممتدُّ في جسد المدى
لم يركبوا البحارْ
لم يحملوا صخر المسافات البعيدة فوق أذرعهم
كما أيوب يحمل موته بضلوعه دون انكسارْ
للقمة الصماء
للأعلى ...
لآخر نقطة في ذا المدارْ ...
لكنما يتدحرج الموت العنيد مدويا
من خلفه ماء و نارْ
أيوب، يا أيوب، يا وجعي ...
وجع يصُدُّ الأرض عنك
فينتهي الصخر ابتداء في القرارْ
كانت بدايتك انتهاء مدارهم
جبل يدور و صخرك المتدحرج الجبار أوجسهم
و ما سدل الستارْ
جبل يهز سفوحه نبض القوافي
يحتسي فيك الردى
سمًّا زُعافاً فتَّت الصخر المسافر بالقفارْ
أيوب أيتها المرايا شد رحله
و اختفى ...
في جيده صخر و نار ...
أيوب يكمل رحلة الكلمات وحده في المدارْ
يمشي ... يدس يديه بين معارج الآلام مرتجفا
و خلفه خطوهم
أيوب يبحث عن قرارْ ...
و يفر من وجع الصخور يعانق الأرجاء
قد قتلوا الفراغ بداخله
وسَمُوهُ في وضح النهار
يمشي يسابق خطوه
يجري
يهز بجذع حزنه قبل أن ينهارْ
أيوب يصعد من دفاتره
بلا صخر ...
أضاع الصخر في كنف الفراغ
هوى إلى عمق سحيق،
في يديه الجمرُ ينثرهُ
و في القلب انكسارْ .
© 2024 - موقع الشعر