أهوى الشغب

لـ الطاهر الصوني، ، في غير مُحدد، 510، آخر تحديث

أهوى الشغب - الطاهر الصوني

وتعاقبني أمي حينا و أبي
حينا قد يمنعني اللعبا

و يعاقبني و أنا طفل
في مدرستي أهوى الشغبا

أجري بجنون بين بسا
تين و مروج منتصبا

للجو أمد يدي رغَباً
كي أسرق من يده السحبا

كالأرنب أعدو ، أزرع ضحْ
كاتي، فرحا ، أجني الصخبا

لي من خشب حلوٍ فرسٌ
كالسهم يسير إذا اضطربا

في كل صباح أركبه
لأجوب الدنيا ، يا عجبا

و جناح الحلم يداعبني
فأسافر أتَّبع الشهبا

لي سيف من ورق أتق
لَّده لأطارد من هَرَبَا

تأتي أختي فتؤنبني
و تزيد على النار الحطبا

في وجهي تصرخ غاضبة
"أمي إن ابْنك قد شغبا"

"قد لطخ ثوبه ، دمَّر ، كسَّ
ر ، مزق ، أفٍّ ، قد لعبا"

فتطاردني متوترة
فأَلوذُ بأمي مرتعبا

و أطوف بها كي تحميني
كالفارس ، منهزما ، هربا

ألقي سيفي أرضا ، أجري
في الشارع أحيا مغتربا

و يعود أخي ، بين الأطفا
ل يراني ألهو منجذبا

يتوعدني إن عدت إلى
شغبي أن يسكنني السحبا

و يطوِّقَ حصني ، ينزعَ ممل
كتي و يقطعَني إربا

فأهيم على و جهي أسِفاً
قلقا غضبانا منتحبا

و أعود إلى شغبي ، أَنْسى
شغبي كي أبتدأ الشغبا

© 2024 - موقع الشعر