الآن يا أبتي بلغت الأربعينْحين اعتنقنا و افترقنا...كنت أبحثفي المطرْعن وجهك المسكونِ بالحزن الجميلْفي جبتي أشتات وهم عابرو الطيف فرْكل الدفاتر مُزِّقتوقصائدي شُِنقتو هام الحرف بين الطين،يسكب دمعه،بين الحفرْو مضت سنونٌ و الثرى يرثيكَيعلن كل يوم أنني لكَأنتظرْلازال في قلبي بقايا من رؤاكْو الحزن يسكنني،وملح الريحفي جسديانتشرْ...فيك احترفت الجوع يا أبتي،جربت في يدك المشانق،و ارتشفت الموت منكأقمت ألتمس الخبرْ...ما من خبرْ...وحدي هنا، و الغيم سافرفي ضلوعي وانتهىما كان منكْحتى الأثرْمات الأثرْو لم تذرْتلك المراثي جبها،فغدت تعانقني ... أعانقهافيلتف الشجرْمن حولنا، يبكيك يا وجعالمواويل الحزينةو افترقنا ...فانتحرْو مضت سنون يا أبي،و نوارس البحر اختفتتركتك وحدك ...ما الخبرْ ؟بيني و بينك خيط دخانقواميس وقرطاسٌيهيم بلا عبرْصور تنام على رصيف دفاتريأشلا ء حلم عابرٍأمر قُدِرْعيناك يا أبتي رعت بهما الرياح هيامهاوالخوف مسهمافلم أرَ منهما إلا بقايا من صورْتبكي كطفل، تلعن الزمنالذي أسسته بيديكيا أبتي هنا،قبل السفرْو تقول في صوت خفي منفطرْ :" يكفي سيسمعنا الخليفة يا بنيْأو تخبر الحيطان سيدنابما عنا صدرْيأتي على فرس و في يده المدىو الريح تحمله فيقتلنا ...و يرمينا لوحشمستعرْ "و توقفت شفتاك، ثم انساب قولك يا أبي:"هم يحملون الموت يا ولدي إليناكل يوم يشربون دماءنالم يتركوا شيئا ...إلا الدمارَالمنتشرْ "قد كنتُ يا أبتي صغيرا حينهاو الجوع مزقني و صوتكقد وقَرْ...في القلب يا أبتيوقرْأرعبتني ... لكنني لم أنس جوعي" جعت يا أبتي"، فتعطيني رغيفا،" كل بنيْ "،أبتي سئمت الخبز بلَّلَه الردىجوعي ، أبي،قد جاوز الحدَّانتهى للمستقرْأبتي سئمت الانتظار،و النورس البحري ما عاد،اختفىقد أعدموهأو انتحرْ" أسكت بنيْ، فا لغول خارج كوخنا،يترصد الأطيافبالحي القديم المنقعرحرس الخليفة يرقبون تحركات شفاهناالحائط الخشبي يهوي نحوناأنظر إليه بنيَّ، يسمعنا...ملابسنا تطاردنا،و قطة جارنا،و الجار قد يوشي بنا،و الأرض يا ولدي،و أمك و الهواءُ...فليث أمك لم تلدك بنيْ، و لم تحملك في أحشائهايا ليثها ولدتك بنتا تغزل الصوف الجميلَلعلنا نهدي الخليفة منه أقمصةتريحه من عناء هيامنافهو الخليفة يا بنيْ ...و المنتصرْأبنيَّ يكفي ...قد تعبثستجلب الأشباحيا ولدي إليناوحدناسنموت كي يحيا الخليفة في بلاد تحتضر…أشباحه ، ولدي، تطاردناُتذَبِّحُناو تستحيي النساءَ، تقتِّل الأطفالَتنشر رعبهاأين المفرْهيَّا بنيْ ...و أخذتني للشاطئ الرمليِّثمَّ وأدْتني و تركتنيبين الحفرْكانت هناك، أبي، طيور النورس البحريفي كنف السماءِ، رأتك تنبش حفرة،و رأتك تحضنني، و تبكينيودمعك منهمرْو البحر يرسم حولنا طوقا يزينناو يبكي صامتاو الرمل يبكيو الحجرْ...و دفنتني يا والدي تحت الثرىوارََيْت حلمي، لست وحديقد ملأنا الأرض يا أبتيسيأتيك الخبرْو ستنهض الأجداث من هذي الحفرْكي تصنع التاريختبعث في المدىحرية حمراء ...في الكون الفسيح ستنتشرْيا والدي بيني و بينك حبك الأحلى ...أبي، عشرون عاما لم تهاجر كالنوارسبل بقيت هنا على قبري ...هنا بي تفتخرْماتت طيور الهمس و انتحرتعلى شفتيك أحرف رؤيايَانتهت لمَّا انْصهرْما كان منك من الكلامعلى رصيف الصمتتنشده...أغانيك التي أدمنتها، واليوم تنهض من سباتككي تبارك طفلك المسكون بالأحلام،في يدك الندى، وسنابل الريح اليتيمة،و انتكاسات السنينْو جلسْتَ قرب القبر تبكي يا أبيو جرت دموعك كالمطرْفي كل حدب،فانتبهتُ ...إذِ الحياة تدب في جسديوهمس الريح يقرئنيالتجلي المنتظرْبيدي اليمين حملت أحجاريبيدي اليسار وريقاتفتحت يدي ...فطارت نحو شامٍ ذبَّحوهأبي ... لتعلن للمدىبدء اندحار الخوفمن وحش تصاغر ...فاندثرْ
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.