سفينتنا جريحة

سقيت الحرف من كاس الجزاله وارتوى فكره
يجي بالبيت لي معنى وله معنى ولك معنى

نقش له ما بداله من خفا صدري على صدره
مشاعر لو يغوص بْحورها يلقى بها مغنى

ركب قافه على قارب مشى القارب على بحره
يصب الموج من بحره على ظهره ولا يفنى

تعلا مركبه موجه وشاف بْضحكته غدره
صمد له قبل ما يلقى من الضحكات له غبنا

واخذ منها سلاح الغدر واقبل به على نحره
ثوى الموج وشهق شهقة فراقٍ زادته طعنا

عفا عنه وتنهّض وانتخى به وارتفع قدره
(صدى صوته بآذاني تعال اقرب تصادقنا)

رقى به ثم تحدى به صعاب الدهر في دهره
تلاعب به طواريق البحور وزادته وزنا

غزير مْن المعاني يمزج الصورة مع الفكره
خياله فالفضا صوّر لنا منظر سفينتنا

يصورها غريقه في بحر ظالم لها بْكبره
تخطفها المنايا ما تقاومها ولها رحنا

لقيناها تعاني في غرقها وقت منكسره
جبر كسر انكسر جبر وعلى هذا تعودنا

سبب ركابها كلٍ حجز له مقعد وغره
قعد ما همه اقصاها وتجاهل وضعها الأدنى

طبيعي يابحر تضحك لنا اليوم وبعد بكره
تسل سيوف ورماح الغدر من قبل تغرقنا

طبيعي يابحر فعلك ولا لومك أبد مره
( عدوي ) والبلا لا جت من اخوتنا مصيبتنا

خناجر عكف تطعنا بْظلام الليل مستتره
تفنن في صناعتها وتفنن كيف تطعنا

أسودٍ فالرخا تظهر لنا أنيابها ظفره
رخوم لياحتمى الموقف وشدينا محازمنا

سفينتنا جريحه والكسر ما فادها جبره
نزيف الجرح ما ياقف (وحنا ماتعدلنا)

سفينتنا غريقه والبشر والموت في حجره
وش اللي نخسره ما دام متنا عن قضيتنا

صبر تاريخها باخر قصصها واشتكى عصره
علينا علّها تحيا قلوب تْشد همتنا

واثر صبره صبر قبله وملّ الصبر من صبره
على هالحال ما نرقى ولا ترقى سفينتنا

نهض حرفي من القارب شجاع ومحتمي أمره
يهمّه حالها واحوالنا .. جانا يحذّرنا

مسك ربانها فتره وشد شْراعها فتره
مسكنا كلنا ( يالله على الهمّة تكاتفنا )

وقال ان كان كلٍ ودّه انّه ينجو بعمره
غرقنا كلنا والحوت يشبع من مطامعنا

بني آدم تخبط في مشاغلها على الفطره
بنى يهدم هدم يبني تغير شكل ذا المبنى

خيال وهاجس افكاري يصور للبشر عبره
صور تعكس لنا العالم وتعكس له غباوتنا