.لنتجاوز الحُلم ( قال لي) ..!فأخذني وانطلقنا بعد أن طوى ظلّه كما يطوي سجادته كل ليلة ، وتخطى بي كل الرؤىقطعنا أراضين .. وصعدنا جبالاً .. ونزلنا سهولاً و أوديهمن بعيدٍ ، على إحدى التلال ، تراءى لنا ظِلٌّ عظيم يتمايل ، به وميض ..!توجه بي نحوه ، إذ بسدرةٍ عظيمةٍ كثيفةِ الأغصان والأوراقثِمارها تتلألأ كقناديلَ مضاءة تحت ضوء القمر.استرح ولتنتظرني هنا ( قال ذلك) ، ومضىانتظرتهُ كما طلبلم يَغِبْعاد سريعاًأستنهضني وحث بي السيريتقدمُني تارة .. وتارة أتقدمهالطريق يتعّرج بنا ، ليصعد بنا هضبةًخَلْفَها تراءتْ لنا ظِلالُ منازلٍ وقصورأعرفها كما أعرفُ إسمي !إلا قصراً ، ذا بوابات كثيرة و قُبَبْأسواره مبنية بسبائكِ الذَهبلا تنطق ، ( قال ) ،وما كاد يُتِمّ كَلِمَتَهُ ، حتى سبقني على إحدى بوابات ذلك القصر ، يستأذن الدخولدَخَلْ ، ثم دعاني للحاق به ، فرأيت خلف الاسوار جنةً من اعنابٍ ورمانْ !يجري من تحتِها الماء ليسقيها ، وممرات ثلاث ، مؤدية للأروقةالأول والثاني مرصوفة بالياقوتِ واحجار الزبرجد والمرمرسلك بي الثالث ، كان اطولها ، كان غير ممهد ، كثير الحفرلِمَ اخترت هذا الممر ؟؟ ، ( قلتُ له )رمقني بنظرةٍ ، وهو لايزال ممسكاً ظِلَّهُ خَشّيَت أن يقع !!و أومأ برأسه : أن امض !ما كِدنا نجتاز المَمرّ ، حتى جذبني نحو حجرة صغيرة بردهة القصراطلَّ برأسهِ من الباب قبل أن يدخُلهاليعود بظهره ويعطف رقبته نحوي واضعاً سبابته على فمه ويومي بيده نحوي : أقتربهمس في إذني :ادخل على اطراف اقدامك ، لا أريدك أن توقظهم ..!أريدك أن تتأملهملا تسألني منهم الآن ( قال )سأخبرك عنهُم لا حقادَخَلّتُ ، فرأيتُ ثلاثة ظلال نائمةعلى أسرة ، أعمدتها من العاج ، أغطيتها الحرير !أحدهم لم يتجاوز العاشرة ، أبهرني جَمَالَهُ ونقاءه !وآخر قد جاوز العشرين ، أدهشني خفقان قلبه المُتسارع !وثالث ، بِعَقْدٍ يَكْبُرُهُمْ ، مُليء صدره بالكدمات وآثارُ جِراح !شَدّني تقاربُ مَلامِحهم ..وَ ظلِّي الذي تفقدته فلم أجده هذه المرة بجانبي و لم يفارقني قط !عُدّتُ بهدوءٍ أدراجي لأجده مستنداً بالخارج على البابينفُخُ دخان سيجارةٍ كُنتُ قد اشعلتُها وألقيتُها قبل دخوليما كاد يراني وملامحي مزيجٌ من الدهشةِ وشيئاً من فَزع ،حتى استلم بوابة الخروج ركضاً وأنا في إثره ..!لم اُدركهُ إلا بنهايةِ الطريق ، راكعاً ، يداه على ركبتيه يلتقط أنفاسه.من هؤلاء .؟؟ ( قلتُ له)هُمْ ظِلالي ( قال ) ، بعد أن أطرق برأسه قليلا !!( لعمري ) قد أنْهَكَهُمْ الحُبْ وَ الصِدق وَ الوفاء ، فعزلوا أنفسهم بتلك الحُجرةلم يبقى لي سواه ، نصارع الآلامَ معاً ..كل ليلة ، نتسول لحظات الفرح في الطرقات خارج أسوار القصر******:عايض الكعبي
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.