من الشمال هضاب ..ومن الجنوب وادي ..وما بينهم ( كذبه ).. القرية العذبه..طين ونخل وقباب ..سورٍ بلا ابوابوأظن ميلادي .. ماله زمن وكتاب ..لكن ولدت ف يوم .. وولادتي صعبه ..قالوا سنة ما غاب .. مات .. أو رحل ( شرشاب )ترف الشفاه مثل الجناح ..ويطير الحكي .. يطيرف الاعياد .. يقولون :كان يحرك الناس عرايس ..بقطعة خشب وخيوط ..يشعل المعارك .. ويرتب الأعراس ..ينهي الجدل .. ويعلق الأجراس ..يتعب الأنداد .. متبعثر الأبعاد ..ويجمع عيون الناس ف احداقهويعزي في الموتى .. ويبارك الاولاد ..يكتب لكل طفل ورقه ..ويغطيه بلحاف ..مثل الكهوف مظلم .. ومثل الغدير شفاف ..يصهر حديد البنادق ورق .. ويبري خشبها اقلام ..ويحرق البارود .. ند .. وخشب صندل ..ويبدا من الحنظل .. وينتهي في الشهد ..بعض الليالي عبد .. وباقي الليالي طيف ..كذبه .. مثل سوالف الجن .. مالها آخرومثل البحر زاخر .. بالحقيقه والخيال ..ايام تحملها الجمال .. شمال ..لجبال .. تكسيها الثلوج ..وين المروج .. وعرايش العنب ..وايام ينهكها التعب ..وتجلس على اطراف الدروب ..وتقابل الصحرا جنوب ..تعد أعواد النبات الناحله ..في السراب ..وين اختفى شرشاب ؟في الليل واجساد الحطب ..تلوى .. وتصرخ .. ويجلدها الحطب ..يصبح كلام الليل غير ..وترف الشفاه لكن .. يموت الطير الأول ..ويظهر بداله طير ..وشرشاب يرجع .. من عج الاساطير ..وضباب القوافي ..لا هو مريض .. ولا متعافي .. مثلنا ..لحم .. وعظم .. وعيون ..واسمعهم يقولون : لو هو حرير وخز ..أحيان .. يهتز ..مثل انعكاس الغصن ..على الما الجاري ..وترتعش كفه .. وسط العواصف ساري ..وما يحرك الا .. حجانه الكثه ..تظهر .. وترشح .. اوجاعه الرثه ..على سطح الجديد من الثياب ..تنشب حروفه ف الضروس .. وتنقطع انفاسه ..ذكرى الجنايز والعروس .. تتقاسم احساسهيرجع لنا من كل الدروب دخان ..ومن العزايم دله .. وشظايا فنجال ..مشوش ٍ .. كله .. كله ..عج .. ودموع .. ومناديل ..في الريح .. قبل الغروب بشوي ..يطيح العج .. وتهدا الهبوب ..( وكذبه ) .. تجلس على الساقي ..تغسل التراب .. عن وجهها الطيب ..وعن قلبها الباقي ..وتناظر الشمس اللي تغيب شوي .. وشوي ..والما يترقرق صافي .. ف ضلوعها ..بين ضلوعها .. وبين النخيلوتتذكر ايام الرحيل .. وتسترجع اوقات الغياب ..شرشاب ..كان المصابيح في السوق .. والمدفأة في البيتوما يحرق الكبريت .. من تبغ .. ومن عود ..يخيط .. جناح الفراش الأبيض المحروق ..بسلوك الرماد ..كان الخضار .. لزرعنا .. وكان الجراد ..كان الوله .. وعطر المكاتيب .. ووشوشات النبات ..يرمي الحصاة .. قبل الغدير ..ويجني الرطب قبل اللقاح ..ولا تطعن اطراف الرماح .. الا ما يصيب ..كان الغريب .. اللي يعلمنا الوطن ..( كذبه ) .. تظهر عليها الشمس من كل الجهات .. في الصيفما هي شمس وحده .. تقول الف شمس ونيف ..بس الغريب .. ان ظلالها داكن ومظلم وعميق التجاويف ..مثل صدور أهلها ..ووقت السوالف والحكي .. اطفالها شيبان ..وهذي عجوز ترتكي .. على ظلها ..يوم ابتعد عنها الجدار ..قالت وانا من هالنهار .. هارب للظل ..الله المستعان شرشاباتذكره وأنا شباب ..يعزف الرباب ..ويحفظ قصيد بني هلال ..ويرقص بمطرق خيزران .. وسط الحفل ..ثوبه نظيف لو هو عتيق ..وما في الجيوب .. ( لو بيزه ) وحده ..يبيع الحطب .. ويشعل قناديل الدروب ..قبل الغياب ..ودايم تشوفه جالس لوحده ..وفي يوم جا خطاب .. قالوا يبي ( مزنه ) ..نقول : هذا خطيبك في الحفل .. يرقص بمطرق خيزرانالله المستعان ..والى متى الكذبه .. يا ( كذبه ) .. والحكي في الغياب ..وين ادفنوا ( مزنه ) .. ومتى رحل شرشاب ..فوقي يمر غراب .. وتحتي كسر من طين ..اطلال هالمسكين .. وملامحٍ لبيوت ..كانت غتر وبشوت .. عطر وكحل وشيال ..حضر الزمان وغاب .. واللي عرف شرشاب ..ما انصف الرجال .. لكن ظلم ( كذبه ).
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.