اعتراف مثقف

لـ ماجد الراوي، ، في غير مُحدد، 1،883، آخر تحديث

اعتراف مثقف - ماجد الراوي

أنا المثقف أمشي شامخاً صَلِفا
فقابلوا لي غروري بالرضا وكفى

كلُُّ المظاهر قد أتقنتُها وبها
عن كلِّ هذي الورى أصبحتُ مختلفا

عطّرْتُ ثوبي ورتبتُ القميصَ وقد
أطَلْتُ شعريْ إلى أن لامسَ الكَتِفا

وحُزْتُ نظّارةً للشمس نادرةً
وسرتُ في كلّ دربٍ أحملُ الصُحُفا

وربطةُ العُنْقِ والغليونُ قد ظهرا
في هيئةٍ مثلَها الوصّافُ ما وصفا

حفظتُ مصطلحاتٍ رحتُ أسردُها
حتى يُقالَ ضليعٌ أدرك الهَدَفا

منها مقالي لخِلّي حين يسألني
عن نقد شعرٍ تلا لي منه مقتطفا

(تُمَوْسِقُ النصَّ والإسقاطَ تتقنُهُ
تُمَنْطِقُ اللفظَ والإرْهاصُ منك صفا

تفجّرُ اللغةَ الصمّاءَ تجعلُها
فيها انزياحٌ أزاحَ اللفظَ فانحرفا

وماوجدتُ تناصاً في نصوصكَ بل
رأيتُ ترميزَها عنها الجمودَ نفى)

فإنْ نطقْتُ بها قالوا : أخو أدبٍ
كصفحةِ البحر لم ندركْ لهُ طرَفا

كم غرَّ قوليَ أغراراً وقد حَلفوا
أنّي الضليعُ ولكنْ خابَ من حلفا

فالسرُّ ياإخوتي بيني وبينكمو
لاتكشفوهُ فما المأمونُ من كشفا

فلو أتيتُم بشعرٍ صيغَ من قِدَمٍ
وقلتُمُ : اقرأْهُ ساقي اهتزَّ وارتجفا

قراءة الشعر أمرٌ لستُ أتقنُهُ
أنا الضعيفُ الذي قد يخدعُ الضُعَفا

بين النقيقِ وحسن الشدوِ ضعتُ أنا
وخانني العزمُ لمّا دربيَ انتصفا

© 2024 - موقع الشعر