قافلة الحزنوداعا أبي....ذهبت وتركتنا مقيدين بالأحزان, بين جدران جعلها اللهيب الذي أخذك منا سوداء معتمة تأن منذ فاجعة الحريق......-1-أماه إني لا أطيق بك النحيبوالصمت ملعون ....يصارع خلوتي حين الغروبأماه قد جلست لي الأحزانمجلسها الغريبوتهافتت تدنو على ما صحمن جسدي السليبوالدار يا أماه وحش صامت ...بشع الخليقة لا يجيبيأتي إلي مراقبا نومي أراه....ويال ذلك من رقيبيأتي بأنصاف الليالي السودفي صمت مريبيأتي بصمت قاصدا خوفي الرهيبأماه والليل الذي لا ينتهي ...لن ينتهيوعويل أهل النار فيه كأنه....لحن رتيبيعلو ويخبو بين أجنحة الظلامويتمتم الموتى ...بحزن من بعيد ومن قريبقرب المعادمن بعد ذاك الليل لا صبح ولا فجر...ولا حتى كئيبإني لأسمع صوت قافلة تساقإني لأسمع صوت قافلة النحيبأبتاه عذرا صوت ناقوس النهاريدمي الجروح...وذاك جرح لا يطيبحتى بعرسي الصامت المحزون...تخنقه الكروبوشباطك الملعون يخنقه اللهيبومع الرزايا كنت كالداني البعيدومع الجروح الكثر صوتك لا يزالولن يغيب-2-وذكرت من لحضاتنا الثكلى التي...ما عاد فيها من سرورتعدو سريعا...نحو ساعات الوقوف إلى النشورإني لأحسد تلكم الأطفال من....لعبوا بشارعنا الصغيرلم يشعروا يوما بأشباح القبورلم يشعروا أبدا بأن اليوم يعدوخلف ساعات النهاروالعام تمضغه السنونوالشهر تأكله الشهورما عاد قنديلبظلمة تلكم الأيام في أفق ينيرما زلت اسمع قهقهات الموت يضحكفي حبورما زلت انتظر المنايا في خضوعما زلت احتقر الرجوعما زلت احتقر الرجوع-3-ما زلت ازخر بالجراح وبالشجوندوما وحين اسآئل الطلاب عن آبائهمفي الصف تعصرني الهمومتأتي بعيني عبرة كبرىفتعصبها العيوناوكان ضيفا غادرافي ظلمة الليل الذي لا ينتهيذاك المنون-4-رحماك يا من قد يجير ولا يجارلم يأتي يوم لم يبارحني انكسارفي كل أروقة الخراب أرى السوادوفي الجداروالدار تشغر فالديارمذ جاء هذا اليوم فارقها النهار-5-أبتاه عذرا لم تزلخطواتك المتعثرات..تغور في اثر عميقوسريرك الخاوي على السطح الذيما جيء من خبر لهأبدا وما شهد الحريقأبتي وأعقاب السجائر لم تزلجمراتها الصغرى بقارعة الطريقوعصاك والكرسي والأوراقوالقلم الرشيقكل يئن باشتياقكل يظنك تستفيقأبتاه إن سناءك الخابي علىجدران منزلنا العتيقما زال بين سوادهطبع لملمسك الرقيقطبع لأيد تستغيث بلا مغيثوأنامل... وأظافر....ترنو لذاك الجمع في الم عميق-6-ووقفت مهموما...أصارع خلوتي بين القلوعأبتاه لا تبلى سريعا...إن لي أمل الرجوعأبتاه حين رأيت...أجنحة القبور على امتداد....كالبحر تملئه الجموعتمتمت مهموماعلى طول المقابر في خنوعوقرأت ياسينا....على طلل الرقود وفي خضوعورجعت منبهر السريرة...شاردا ... ومكفكفا اثر الدموعأوقدت في أغوار ذاك القبرآلاف الشموعوخططت في عود صغير في يديوبقرب رمسك...رمسنا بين الربوعوصرخت باسم اللهمجبور السريرة بانكسارما عدت احلم بالرجوعما عدت انتظر الرجوع-7-صبرا على قلب تمزقه الحرابما زالت الذكرى الحزينةمثل غربان تحوم على الخرابفي كل يوم...كنت في شباكنا الخرب الصغيرابكي على ما كان يا أبتيوانتحب انتحابوأسآئل الأشياء في فيض من الحزن الذيفقد الجوابما كان يمنع والدي....والباب يشرع بالذهابما كان يمنع والدي ......والباب يشرع بالذهاب-8-هذا حزيران الذي يدنو فيخنقني العتابما جاء عرسي فيه يا أبتي سعيداإنما جبل اكتآبوبتلكم الكلمات أغلق قارئي ورق الكتابناصرية2001
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.