قبر صاحبي - مرثية - ماجد الزيد الخالدي

خليلاي مُرّابي على قبرِ صاحبي
فقد هدّ بعدُ القبر ِ عنّي مناْكبي

لعلّي إذا ما جيت قبره هزمتها
كراديس دمع ٍ سابيه خافقي سبي

يطوّى ضلوعي طيّ حزن ٍ يلفّها
من الجمْْر ما كولي , من النّار مشربي

يدينه على حلقي قويّة تغولني
على الصّدر ِجاثوم ٍ كما الضّبع مرقبي

عروقي بها القطرآن يطبخ بِشِعْبها
وعين ٍ من الفولاذ بالجوف تسكبي

على هامي المفواح يغلّي ويصطلي
وفالرّاس عاص الهمّ تسعين ثعلبي

فيا عامر ٍ تكفى ضلوعي تفجّها
عصيّ الدّمع رمح ٍ بصدري مُنشّبي

إذا خانني دمعي ونا بعزّ حاجته
فمالي بعين ٍ ما تلبّي لمطلبي

ويا عامر ٍ خذني على متون مارد ٍٍ
سريع ٍ يشوت الأرض بألفين مخلبي

لنجد ٍ فلي فيها خليلاً وصاحباً
سأتيه ِ لو حبواً على ركبتي حبي

فقد كانَ لي أخّاَ وخالاً ووالداً
وأمره على رأسي وفي طوعه شْنبي

عظيم السّجايا طاهر الرّوح والجسد
نقي السّريرة والأبي خلفة الأبي

سخيّ العطاء بذّال للنّاس حاجته
قليل الخطاء ذرب ٍ على خير مذهبي

صبور ٍ حليم ٍ كاظم الغيظ سيد ٍ
عزيز الجناب امْهاب من يوم هوْ صبي

تربّى على شيمة هك العود والده
محجّ الظّعيف وعون ابن عمّ و أجنبي

إذا قيل ابو يعقوب بْطريف قد نزل
فهي وجهة المحتاج يا خيل فاهذبي

وكم من بعيد أنساب من قاصي العرب
زبنّ له وعاش بعزّ يوسف كما يبي

ابن دندن الليث الهزبريّ قسورة
ابوه وْعلى الوالد صفات ٍ ومنسبي

بكاه العبكلي يوم قد غاب عنّها
وراكان ابن مرشد مع أورنس ينحبي

فبن شيخ وفي داره تعلّم عوايده
وخاله رويلي شيخ ربعه فلا كِبي

إذا قيل من خاله فمتروك بن خلف
وإذا قيل من عمّه فهو خير يعربي

بني خالد أعمامه خذا الثّلث منّهم
وثلثيه من ماكر مقابيس تغلبي

فذا خالي اللي كان لي مثل والدي
على قبره إلا أبكيه تسعين مغربي

بأم الحمام القوم حطّوا نصايبه
دفين الثّرى وحده أيا نجد فاقربي

وحقّ الذي أرسل على الخلق الانبياء
وكلّف رسول الموت للرّوح يجتبي

يا لولا يصبّرني إلاهي على البلاء
دبا الدّم من عيني بدل دمعها دبي

فإذا ما وصلت لْنجد رجلي تسوقني
أخلّي ثرى قبره بدمعي مخضّبي

ولبكيه لين اللي يمرّ ويشوفني
يحسْب أنني مأمور في سنّة النّبي

ولبكيه بأعلى الصّوت واللي يلومني
فلاهو بمسموح ٍ ولاني بِمُعْتبي

على مثْل بو عبدالله الشّق واللطم
يباح و يشقّ الثّوب والدّمع يحضبي

فسبحان من سنّ الفناء في خلايقه
عظيم وخلا الرّحمان فالكل ذاهبي

صبرنا على ما قدّر الله نحمده
ومنْ يجزع مْن الحقّ مذوم ٍ وْغبي

فيالله تغمس جسمه بْنهر جنّة ٍ
كعرض السّماء و رضوان يسأله ِ وش تبي

وروحه تلقّاها حسان ٍ من البني
كواعب ٍ أتراب يقولن لها أرحبي

بفردوس جنّات ٍ مْنعم و مهتني
ويامر على الحوراء بغنّي وأطربي

يجاور ابا القاسم وابو بكر مع عمر
معه والدينه ذاك يالله مطلبي

فقد كان لي أخاً وخالا ً ووالداً
وقد هدّ في موته عظامي ومنكبي

© 2024 - موقع الشعر