أوسعُ ما في الكونِ يضيقُإذا انفَتَحَ القلبُلهاولَها.يسهو ..فتفِرُّ الأيامُ خِفافاًمن بينِ يديهِويكبو ..مثلَ حُروفِ العِشقِعلى شفتيهِإنْ فَزَّ لِيُدرِكَ ما فاتَ،إذا انْتبها.أسكرَهُ المَدُّ الهَمَجِيُّبِبَحرِ الّليلِمضى في غيبوبتِهِ،يتحرّى آثارَ أولي العزمِمن الأصحابِ،يُنادي:يا أهلَ القريةِ ..يرتَدَُ صدى النّخوةِ:يا أهلَ القريةِ ..ثُمّ يعودُ بِعُكّازِ الوقتِ الضّائِعِ،ينبُشُ قبرَ التاريخِ،يُفتّشُ عن ضِلعٍلمْ تأْكُلْهُ الأرضُ ..يُسِرُّ إلى دودِ الأرضِبما فَقُها.تسألُهُ، من تعرِفُ أسرارَ عجينتِهِالرّفْقَ بهذا الطّينِ المُنْهَكِ،في دربٍ تتشظّى في الليلِ دُروباً ..تسألُهُ الرّفقَ بِطينتِها الحيّةِ،تسألُهُ النّومَ على رُكبتِها،حتى ينبُتَ في خدّيها النّرجِسُفي الصّبحِ ..وتسألُهُ كلُّ جِهاتِ العِشقِ،كما تسألُهُ،حيثُ اتّجها ..يسألُها:أينَ القريةُ .. ؟تسألُهُ:أين القريةُ .. ؟يكتظُّ الصّوتُ بهِ وبِها:أين القريةُ .. ؟يرتدُّ صدى النّخوةِ:أين القريةُ .. ؟يرتدّانِ بِعُكّازِ الوقتِ،يجُرّانِ التاريخَولمْ يبقَ بِهِ ضِلعٌ ..نامَ على رُكبتِهاحتى الصّبحِ،وما شَبّ النرجِسُ ..قال:قِفي،وصِفي ..غُمَّ عليها ..وصفتْما لا تُدركُهُ العينُ،إذا غُمّ على النّاسِ ..ومِنْ قَعرِ الكأسِ،أماطَتْ بالسّبّابةِبَحرَ دُموعٍ ..يتسابقُ فيهِ الغرقىنحوَ الموتْ.وعلى وجهِ البحرِ،وفي حجمِ سفينةِ نوحٍ،يطفو التّابوتْ.قالَ:كفاقالت:أخرِجني من جُبّكَ يا هذا ..قال:كفاقلبي مشكاةُ رحيلٍ،أطفأها الصبرُعلى بابِكِ،وانصرَفا.أيّامي رِحلةُ مشكاةٍ،حمّلها المشّاؤونَ بِهاوِزْرَ عناءِ الرّحلةِ،إذْ قلَّ الزّيتُورَسْمُ الدّربِ عفا.لا يدخُلُ جُبّي،من كان على الدُّنيا أسِفا.لا يخرُجُ من جُبّي،من مِنهُ بِدَلْوِ الرّوحِ اغْتَرَفا.ويكِ قِفي ..من زيتِكِ هذي المِشكاةُتُذيبُ الليلَ بأقداحِندامى الشّعرِ ..صِفي ..فالعالمُ هذي الساعةَ صحوٌ ..والشّهرُ انتَصَفا.من زيتِكِتسري الرّوحُإلى غايتِهاوتعودُ إلى غايتِهاوتحيدُ إلى غايتِها ..إنْ حادَ السّهمُ،أو القلبُ إلى غيرِ الغاياتِانْعطَفا.خبّأْتُكِللغاياتِ القُصوى ..وتخبّأْتُلأقصى الغاياتِبِعينيكِ ..فكُنتِ العينَوكُنتِ الإصبعَوالطّلقةَوالهدَفا.فقِفي وصِفي ..يا أجملَ من وصَفَ الحُبَّ،وبالحُبِّ اتّصفا.آيتُنا في سِفْرِ القريةِ،أنّا محضُ خُروجٍفي النّصّ المُحكَمِوالمَحكومِ بِأغلالِ السّوقْ.آيتُناأنّا محضُ بضائِعَ كاسِدةٍلا تُغري السّوقةَ ..أنّا عِشقُ الأرضِ الخَرساءِبِبَحْرِ اللّغْوِ المُتهافِتِبينَ التُجّارِ الشّرِهينَ ..وأنّا بَوْحُ النّجمِعلى خدّ النّهرِوعزْفُ البحرِعلى الصّخرِوأورادُ الموجِ السّابِقِوالمسبوقْ.آيتُنا الصّمتُ المُتكلّمُما بينَ السّطرينِالمعقودَينِ بِحِبرِ الرّيبَةِ ..والقولُ الصّامِتُفي هذا السِّفْرِ البّوقْ.آيتُنا أنّا حينَ نُحِبُّ،نفيضُ بِرائحةِ المِسكِعلى خلقِ اللّهِ ..ولا نَكْرَهُ،إلاّ إنْ مُسَّ الحُبُّ بِسوءٍ ..تَتْبعُنا كُلُّ كِلابِ القريةِ،حتى يُسْكِرَها المِسْكُفلا تنبحُ إلاّ همساً ..ياربَّ كِلابِ القريةِ،كُفَّ ..فلسْنا منْ يُخشىحينَ تميدُ الأرضُبهذا الخلقِ البائِسِ،أوْ يَخشىإنْ مالَ بِكَ الحَدْسُومِلْتَ ..عمِلتَ ..فأهلكْتَ الحَرْثَوأهلكْتَ النّسلَهلَكْتَوأهلكْتَفكُفَّ ..وللقريةِ ربٌّ يحميها.مرّ عليها قبلَكَمنْ مرّ عليها.ومضىكسحابِ الصّيفِ ..وما زالَ الكُحْلُ،ورغمَ نزيفِ الدّمعِ،كما أودعهُ ليلُ العُشّاقِبجفنيها.هلاّ أبصرْتَ البحرَ بِعينيها ؟والقيضَ بِخدّيها ؟وبِشاراتِ النّخلِ بِنهديها ؟وبقايا حنّاءِ العُرسِ بِكفّيها ؟للقريةِ ربٌّ يحميها ..أشْرَعْتَ لِسيلِ العَرِمِ البّابَوما غَضِبَتْ أزْدُ ..فأشرَعْتُ القلبَجناحَينِ لِصَبْوَتِها،وغَضِبْتُ ..فأطلَقْتُ جناحيها.يامن تَخبِزُ للعُشّاقِعجينةَ روحيبالسُّهدِعلى صاجِ الليلِوتَتْرُكُني للجوعِوأسئلةِ الكونِأجيبي ..يا من تُهدينيحين تشِحُّ القريةُ بالأصحابِعُيوبي ..هل لي في بابِكِمُدْخَلُ ضَوءٍ ؟أتَسَلّلُ منهُ إلَيَّبِبعضِ هداياكِوأفرَحُ بعضَ الوقتِبِما اوتيتُ من الحُبِّوما اوتيتِ من الحِكْمةِفي مَحْوِ ذُنوبي ..هلْ لي من نبعِ جِنانِكِما يُجلي عنّيفي وعثاءِ الدّربِشُحوبي ..سَفَرٌيقتادُ القلبَإلى سَفَرٍأضْنى ..ويضيقُ الكونُ مِراراًحينَ يزيدُ الوَلَهُالمنذورُ لعينيكِلِيَتّسِعَ المَعنى ..أَوَيرْفعُ مثلُكِ مِثليفي ذُروةِ حالاتِ العِشقِويترُكُهُ في الرّمقِ الأدنى .. !ما قُلتِ بأنّ الأرواحَ جنودٌ .. ؟أينَ جنودُكِ من جُندي ..،والقريةُ تنحرُ فِيَّ الحُبَّعلى مرأىً منكِلِحُجّاجِ التّبرِ .. !أما حنّيتِ الصُّبحَبدمعي اللّيلِيِّ كثيراً ..وتحنّيتِ بِشِعريكعروسِ الجنّةِبينَ نِساءِ الدنيا ..وتباهيتِ بِموتيمُنتصِباً كالنّخلةِبين الأحياءِ المُنبطِحينَبلا سببٍ ..كيفَ تغيبينَ بلا سببٍ .. ؟!وتَصُبّبينَ العَتَبَ المحمومَعلى وعيي المُتسائلِفي اللّغةِ العربيّةِكالسيلِ بلا سببٍ !ألأنّي أنكرْتُ سُؤالاًكان الأجملَلو كانَ بِموضِعِهِ ..!-(أتحسّنْتَ حبيبي) ؟أَوَكُنتُ سقيماًحتى أتحسّنْ ؟!سَقَميفي وردةِ حُبٍّأُهداها خَطَأً ..وشِفائيفي وخزةِ شوكتِهاحينَ تكونُ الوردةُ لي ..غيبي سيدتي،ما طاب لكِ البُعدُفنَحْلةُ قلبيلن تجْحَدَ وردَكِ ..من أجْلِ سُؤالٍلم يأتِ بِموضِعِهِ ..أو وردةِ حُبٍّأُهداها خطَأً ..غيبي سيدتي،فالقريةُ غائِبةٌمُنذُ انْحسَرَ الحُبُّعن الشّاطىءِوالفُلْكُ المَلْئى بالعُشّاقِتعهّدَها الرّملُ النّاعِمُبالموتِ النّاعِمِ ..غيبيمثلَ غِيابِ الناسِبقعرِ الكأسِلعلّي أرفعُ بالسبّابةِشيئاً غيرَ الدّمعِوغيرَ الغرقىوسفينةِ نوحٍ ..إذْ غُمّ عليكِكما غُمّ عليهِمْ.وأجيبيإنْ شِئتِ،نِداءَ الطّارِقِخلفَ البابِوإنْ شئتِ،فسُدّي أُذُنيكِبقُطنِ الليلِعن الشّعَراءِفقد ماتَ الغاوونْ.
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.