هي رحلة أخرى اذن...ابلدي طوفان أقبية غرثى ولا شيء بين يدي.النارتحرقنيمن حولي ومن تحتي ومن حول ما ملكت نجوم الليل،هي آخر لحظة لاحتفاء العشب بالصحراء،ها كل المدى حجروها هي الكلمات تخرج مرة أخرىمن معاجمها،سكرى بتلاوين المفردات:الضد يساوي ضده، والحرف أمضىوثيقة النكران،يجر حينا وسنان سباته كي لا يرىخزي اللغات، وتارة يبكي،يصير الآن مطية لارتكاس الصوت، بحت معانيهلا شيء في المعنى الا رجة التأويل تأتي من وراءالطائرات المدججة بالغضب،وأنا هنا،أرقب خلف محراب الصلاة جيوشهمتأتي،تحاصر في العراق نخيله، وصهيله ،يدوسون الغمام ويخنقون الطفل قبل صرخته الأولىأحرك سبابتي قبل تسليم الصلاة وأدعو الرب :" حول إصبعي الى مهماز يفقأ عين الظلام ،طول سجدتي حتى يقول قومي من ورائي آمين."وكان الصدى رملا توزع في العيونفلا شيء يبدو في الافق غير محرقة النخيل....ما زلت وحدي...وأنا رديف الموت - : أداهنهولا أحد يمد مخمصة احتضاري بالهواءصار المدى غيهبا، والطائرات تمدني بالموت لا،لا تقتلوا وجع الولادة،اتركوا أمي تستحم بماء مخاضها، قبل الرحيللتنجب نخلة أخرى تغامر في اشتعال النارأو تلد الصهيل...لا،لا تحرقوا سعف النخيل،هو ما تبقى من بلاديهو زورقي نحو النجاة وملجأي نحو الفرات ،ومخبأي وقت الحصار،هو ما تبقى من بلاد، تحرث أرضها الطلقات ورائحة الجثت..***تابوت يحدثني:" ملت قبل القصف ثم اتكأت على فخد أمي،أحتمي بذبيب الخوف يسري في عروق دمائها،دمعها غطى دموعي لحظة قبل الوداع.ورمقت الكحل فوق رموشها، فرأيتهبدرا تمطاه الحريق. يا رفيقي أين الطريق؟تكرر القصف المخيف/ تضمني أمي الى حليب الثدي/اشرب ولا تكثرت،ستعيش كي تبني دمار القصف،كي ترسم رقصة" الميجانا" على أسوار المدرسة...اشرب كي ينبت القسام في روح شهقتك الأخيرة،لكنني لما التمست رحيق حليبها، سكت النهار،وأبرق الليل الطويل بقصفه، بسط الجنود حريقهم في كل الجهات،وأشعلوا النيران في ماء الفرات،أسقطوا صدر أمي لتمتزج دمائي بالحليب،ولا عجب..بئر من البترول أغلى من حياتي لا عجب...أين العرب؟ما زلت وحدي، لاعرب..وحدي يستبيحني العراف،آتيه من باب الخروج الى الحقيقة،لكنه يأتي يراوغني ليدخل بيتي من نوافذهاويغتال الحقيقة والسلام
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.