آلفت باسمك بين هذا الموت ،
والعشق الذي يسعى ،
إلى قمر الشهادة يا محمد
يا درة الأقصى ،
فها شمس البلاد ،
تلوح ثكلى فوق غزة .
إذ قضيت على الرصيف ،
وعالم ( التهريج ) يشهد
هل كنت تعرف كيف يقتل ،
في الضحى طفل ،
وتنثر فوق جثته ،
دماء أبيه في الحضن الممهد ؟!
هذا قميص أبيك ،
رايتك الوحيدة في الحصار ،
فهل سيحميك القميص من الرصاص ،
وهل سيسلمك الصهيل إلى الخلاص ،
وأنت في الحالين تشهد ؟!
دمك المدى ...
والبحر مرتبك الخطى ...
والشارع الدامي تلعثم ،
إذ رآك مسربلا بالموت ،
كالعصفور رف . وما تنهد
وأبوك يرفع ساعد الأمل القتيل ،
وصوته بوح البلد :
- مات الولد !
-عاش الولد !
وأبوك شل .. فلا حراك ،
وكيف ينهض إذ رآك علي يديه ،
ضحية ...
والقاتل الشرس أستبد .
دمك الحقيقة والأمد ...
دمك الرحيق المستفيق ،
بقلب هذي الأرض .
ماطال الأبد .
وسواه ياولدي زبد .
وسواه يا ولدي زبد .
هذا الجدار تصدعت جنباته ،
خلف احتمالك ،
والرصيف ، على صلابته ، انحنى ...
ها أنت تصرخ :
- يا أبي ...
هل ينفع ( البرميل ) متراساً لروحينا ؟!
و هل يحمي من الموت المؤكد ؟!
كنا على لهب ،
وهذا الموت ثالثنا ،
كعادته أتى ...
ينحاز للشهداء مبتسماً ....
وإني أصطفيه كما يشاء ،
وأفتديه بما تبقى من محمد !!
فاقرأ كتابك يا محمد .
وأسلك مدارك في السما.
واكتب نشيدك في علاك ،
وقل : سلاماً يا ضيوف الأرض ،
إني وردة البحرية الحمراء ،
في الوطن المصفد .
واسمح لأمك يا محمد ،
أن تسأل الأطفال عنك ،
وعن شهادتك التي اهتزت لها الأرجاء ،
كيف مضيت تركض ،
والدم العاري وراءك ،
مثل شلال تمرد ؟!
واسمح لأمك يا محمد ..
أن توقظ الجيران – إن ناموا –
على طيف الحبيب إذا أتى ..
واسمح لأمك أن تزغرد .
وأسمح لسربك أن يغرد .
أن يمعن التحليق ،
فوق منازل الوطن الجميل ،
غداً .. ويسجد
ويقول للعرب :
- استفيقوا ، طال نومكم ،
فرب مذلة هجعت على جمر الهوان ،
تفيق من رمضاء وحشتها ،
وتصعد .
ودعوا الطفولة كي تضيء سماءنا
بحجارة لاتستكين ، ولاتلين ولا يكذبها أحد
فالأفق أربد .
الأفق أربد
واسمح لقلبك يا محمد .
أن يستريح – ولو قليلاً –
فوق عرشك في فلسطين الحبيبة ،
قبل أن تمضي ،
إلى البيت المخلد .
هذا هو الدرس ،
الذي يتلى على مرأى الأنام
وقد يجدد .
فاترك على جمر الرصيف ،
دماً يصيح على الجموع ،
وأنت مفرد
أنى لعرسك أن يقلد .
يا سيد الشهداء ،
يا قوس الندى ،
في فجر موكبك الموحد
فاهنأ بموتك يا محمد !
اهنأ بموتك يا محمد !
لا يوجد تعليقات.