يتقاسمون الموت - محمود محمد الشلبي

يتقاسمون الموت
 
والفرح النضالي المشجر بالنضال .
 
يتناوبون على الشهادة ,
 
في الجنوب ...
 
وفي دروب النجم , في بيروت ,
 
يشتعل السؤال .
 
يترسمون خطى الشموس ,
 
يجادلون النار في " برج البراجنة " ,
 
الذي شهد الوقيعة ,
 
واعتلى خيل القتال .
 
وتشرخ الولد الفلسطيني في الطرقات ,
 
أطلق للفدائيين قبرة وصارية ,
 
وقال :
 
للبحر في بيروت صولته ,
 
وللأرز المسربل بالأغاني ,
 
والدم المنذور ,
 
إيقاع ... ونار
 
كل يجدد وعده اليومي ,
 
للوطن الموحد في المدار .
 
هذا أوان العرس يا وطني ,
 
وأطفال المخيم يصعدون إلى الزفاف ,
 
يفجرون قذائف " المولوتوف "
 
ترتعد المسافة بين أيديهم ,
 
و ينهدم الجدار .
 
من شاهد المدن – العواصم ,
 
كيف تلبس ثوبها العربي متسخاً ...
 
وتأكل جثة الشهداء ,
 
تغتال العصافير التي حلمت ,
 
وتصعد سلم الصمت المريب ,
 
تحاصر القلب الكليم ؟!
 
من شاهد الصحراء ,
 
والطلع النضيد ,
 
وخيمة الأعراب يوسعها صدى الترحاب ,
 
والطراق يرتشفون نخب الذل ,
 
في الزمن العقيم ؟!
 
من شاهد الوطن المسيج بالعروبة ,
 
كيف تنتحر العروبة في شوارعه ,
 
ويصرخ في المدى ,
 
الزمن العظيم ؟!
 
من شاهد المأساة ؟
 
أمريكا تحاصر قامة الشهداء في وطني ...
 
وتقتل أجمل الأقمار في حقل العروبة ,
 
تقصف الفرح , الطفولة ,
 
والفراش ,
 
بيوت من عشقوا الفضاء ,
 
توزع الموت الملون ,
 
بالقذائف ,
 
والحرائق ,
 
والسديم .
 
الآن يمتد الصهيل إلى الجليل ,
 
تدوس أفراس المدينة ,
 
أوجه الغازين ,
 
يسعى العشب والثمر المحمل بالبشارة ,
 
بين أحلام المقاتل والقتيل .
 
فتفر من كوفية العربي قبرة ,
 
مهاجرة إلى بيروت ,
 
يأخذها الصداح إلى ضواحيها ,
 
وينثرها على الوطن الجميل .
 
الآن تمتلئ المحابر
 
من دم الشهداء في لبنان .
 
تنشطر الكواكب فوق " خلدا "
 
والشوارع تحتذي أسماءها ...
 
وتخاصر الليل الطويل .
 
بيروت , كيف وقفت وحدك ,
 
بين أقمار المخيم ... والشظايا
 
والمنايا ,
 
تقرأين قصائد الشهداء ,
 
للوطن الشهي ...
 
وتشربين دم الأصيل .
 
بيروت , وحدك تنهضين .
 
راياتك الكوفية الزرقاء ,
 
تسرح في سما المينا ,
 
دماك تصافح الأشجار ,
 
" والدوشكا " ذراعك ...
 
يصطفيك البحر من شجر الجنون .
 
اليوم نركض صوب عينيك
 
التين أحمرنا ,
 
ونشد من شجر الضلوع ,
 
مداخل الطرقات ,
 
نصعد في سلالمك ,
 
التي احترقت ...
 
وما انحرفت ...
 
ونروي وردة الشرفاء ,
 
من عرق الجبين .
 
اليوم تمشي الأمهات
 
الصابرات ,
 
الى الميادين التي شهدت شظاياهم ...
 
وما انكسرت ...
 
ولا انهزمت ...
 
فتأخذ سورة من مصحف الشهداء
 
تتلوها ...
 
على قبر البنين .
 
ليت الصهاينة الذين سطوا
 
على وطن العروبة ... يدركون
 
أن الغواية من ورق .
 
والنار تأكل ما يكون ...
 
والريح تنهب ما احترق
 
دمهم محا حبر الكتابة ,
 
والكآبة ,
 
وانتضى سيفاً ,
 
وحلق في صباحات التعب .
 
تركوا سواعدهم بروجاً ,
 
في فضاء الحرب ,
 
وانتزعوا من الوطن العتب .
 
وتغلغلوا في سدرة القلب ,
 
التي أشتجرت على دمهم
 
ومالوا للغضب .
 
ما أسلموا الحلم الجميل ,
 
الى غيابهم ...
 
ولا ساد الشغب ...
 
لكنهم صمدوا ...
 
فأزهر في ثيابهم اللهب .
© 2024 - موقع الشعر