نراك في الحلم - محمود محمد الشلبي

... وينبجس النزف ,
 
يمتد شريانها ...
 
راعفاً في الفصول .
 
فتسقط زيتونة في دمي ...
 
وتطفأ في البال ,
 
نجمة صبح ,
 
وتخلع عصفورة ثوبها ,
 
مدثرة بالندى والأفول .
 
هنالك ... كان الرحيل ,
 
يكفن جفني بالحزن ...
 
والبحر يشهق ,
 
ما بين كفيك والسجن ,
 
والشوق تفاحة القلب
 
والمشتهى .
 
وللوجه صفرة هذا الأصيل,
 
وفاتحة المنتهى .
 
- إذن أيها الأخضر الجبلي ,
 
لمن تنتمي ... ؟
 
ويا أيها الأزرق الساحلي ,
 
لمن ترتمي ... ؟
 
- إلى وطن لا أراه ....!
 
وأم تخطفها الموت ,
 
قبل الصلاة .
 
إلى ولد غيبته السجون .
 
ليرجع مع أول الغيث ,
 
ما في صداح البلابل ,
 
همس الجداول
 
صوت ,
 
سواه .
 
هنا جسمك الآن شطران :
 
للأرض شطر ...
 
وللحلم شطر ...
 
وذاكرتي للزمان .
 
وندعوك يوماً بلادي ...
 
ويوماً نسميك ...
 
صارية العنفوان .
 
ويوماً نبيعك ريش الجناح ,
 
ونبض الفؤاد ,
 
وأغنية ما رواها ,
 
لسان .
 
ونأتيك رجع التسابيح ,
 
وهج التباريح ,
 
في كل عام ,
 
على الوجه إشراقة في المنام .
 
وصدرك فاتحة للأنام .
 
قراءة من شرفات بيروت
 
 
 
تعالي لنقرأ سفر البدايات ,
 
في سرفة العشق ,
 
نعلن طعم النهايات للبحر ...
 
نترك للموج تاريخنا ...
 
ونسكب للرمل وهج الأماني .
 
تعالي لنسمع نبض الشرايين ,
 
في ساحل القلب ,
 
نصغي إلى صوت عصفورة ,
 
حاصرتها الأغاني .
 
تعالي , لنقترب الآن ...
 
من عزف بارودة في " مخيم صبرا "
 
ونلثم وجه شهيد ,
 
على شرفة " الفاكهاني "
 
تعالي ... فشباكنا مشرع للسماء ,
 
التي ظلتلنا ...
 
وللطرقات التي أوصلتنا ...
 
وشباكنا يشهد الآن عرساً ...
 
لسيدة وحدتنا .
 
أسميك صارية للندى ...
 
وبيارة من عيون القرى أصطفيها ...
 
أسميك أغنية للصدى ...
 
وعصفورة ...
 
في اشتعال المدى أشتهيها .
 
لك , الآن , ثوب يطرزه الموج , والعشب ...
 
والقلب يزرعه بانتظاري .
 
ووجهك يركض عبر براري دمي ,
 
حاملاً في انطفاء العيون نهاري .
 
لك اليوم ، عرس الدماء....
 
التي سفحتها الأيادي ...
 
وزنبقة أينعت في فؤادي ...
 
وأنت تقولين :
 
بيروت سيدة الزمن العربي ,
 
تخاصر شمساً على ساحل البحر ,
 
تركض مزهوة في دماها .
 
فتنضج قنبلة في أصابع شبل ,
 
ليقذفها فوق دبابة للغزاة ,
 
وبيروت ذاهبة في سماها
 
وبيروت نادت فلسطين !! ....
 
فاجأها البحر بالموج والفوج ,
 
والنار والغار ,
 
والبرتقال المصادر ,
 
في دمهم من بساتين حيفا .
 
وبيروت شاهدة العرس ,
 
ترفع فوق السواحل أقمارها .
 
تحدث بين بيوت المخيم للناس أخبارها .
 
وتترك في قبضة الريح ,
 
رايتها للمدار .
 
وفي شجر الأرز ,
 
تزرع
 
سيفاً ,
 
وأنشودة
 
للنهار .
© 2024 - موقع الشعر