جاءتني ملهمتي ذات نهار .تحمل في عينيها حزنا عربيا ،وحكايا خلفها الليل وراء العتمة والأمطار .قالت :هذي الليلة باعت أنجمها قبل الصبح ،وطارت في حضرة ذاك الغسق الراحل ،مني الأشعار .لكني جئتك يا شاعر ،والحزن الليلي يؤاخذني .ويعلق أخر حرف همسته العرافة في أذني .حين أضفنا للخط المكتوب ،بماء النار .أخر قطرة دم .وتبادلنا عبر الأوردة الدموية ،كل الأسرار .قلت : كفى .. نحن الآن ثلاثة .أنت ... تمرين بأعراقي ،نرجسة ..و سؤالا .. وربابةوأنا أتمزق فوق الخنجر ،قلباً وكتاباً .. وسحابه .والثالث .. هذا الثالث حزني ، حزنك ،يعظم .. يشتد ،نسافر في وجه الإعصار .ونولد ثانية قي أحشاء الغابة .***قلت : كفى ..رشي فوق الجرح العربي الملح .وشقي بالسيف المهجور الصبح .تكذب هذي العرافة حيناً ...تصدق هذي العرافة أحياناً .نخفي هامتنا في الرمل المالح ،في عز الظهر ،ونطلق أصواتأً أكبر منا ...لكنا ..نكشف في اليوم التالي أنفسنا .نأتي الصحراء العربية نسألها :عن آخر جندي .علق رايته في صدر الريح ،وأودع بعض ملابسه في وجدان الشيخ ،أو هاجر طوعا ،نحو المتوسط يبني خيمته ،عبر رحيل الموج ،كي يزرع نخلته ،في ذاكرة الشاطئ ،مع أول فوج .ضجت هذي الصحراء العربيةحزنا.. عربا ... بترولا ... قاتا وطحينا ً .وتحول ماء البحر المتوسط ،في أوجهنا طيناً .****قالت ملهمتي :أسأل هذي العرافة ثانيةعن أسرار لا يعرفها إلا النخبة فينا .فالعرافة تضرب بالرمل .والعرافة تكشف أسرار الحمل .تدرك من معرفة الطالع ،خاتمة القول .***فارتعشت عرافتنا ،قالت :هذا زمن " يخلع فيه العربي عباءته " .ويبيع – بلا استحياء – فوق جسورالليطاني سمرته .ويمزق عند حدود الوطن المذبوح .هويته .هذا نهر يبحث ثانية عن مجرىهذا نخل قلب فيه السعف اليابس .كف الذكرى .هذا شجن ...هذا حزن ...هذا وطن لا يملك إلا أن يعلن .مع أول خيط من خيطان الفجر .براءته .قلت : تعالي نتقايض فرحا وعدابعزاء ودماء .يا قمرا مجروح القلب يسافر فينا .ويعاود رحلته دون عياء .قلت : تعالي :هذي الأرض تظل لنا .- نحن الشعراء - .ولقافلة الأبطال ،وللأطفال ،وللشهداء .
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.