روايتان عن العشق السري - محمود محمد الشلبي

انك الصوت الذي يوقظ
 
هذا الصبح فينا
 
والأناشيد التي تحفظها كل البنادق .
 
أنك النخل الذي يأتي مع الرمل .
 
إلى يافا ،
 
ويلقي ظله فوق البيارق .
 
هذه الليلة هل تنكرنا ؟
 
فالمرايا انكسرت ...
 
والظلال انتشرت ...
 
والحكايات ، الخرافات ، الغيوم
 
الوجع الصيفي نامت ،
 
بين نحري .. والمشانق
 
أنك الخيل التي تأتي مع الليل ،
 
كبرق لا يخيب .
 
هذه الساعة هل تنكرنا ؟
 
أوصدي باب الرياح الهوج ،
 
كل الذكريات .
 
أعلنت فيك ابتداء الفرح الباكي ،
 
وهلت ...
 
مثل بدر لا يغيب .
 
***
 
حين صلينا على سجادة العشق
 
انتحرنا أنبياء .
 
لا تخافي ..
 
زرقة البحر لنا ...
 
والمنديل لنا ...
 
حين غنينا على بوابة الحزن ،
 
سقطنا شهداء .
 
لا تخافي ..
 
خضرة السهل لنا ..
 
والمواويل لنا ...
 
حين جددنا طقوس الحب .
 
أهدانا الوطن .
 
غابة من كبرياء .
 
وهلالا من ضلوع الشهداء .
 
***
 
لا تخافي ...
 
فامتداد الجذر في الأرض لنا ،
 
والمدارات لنا .
 
لا تخافي أنك الجرح ،
 
أنا النزف ، انتهاء الفصل ،
 
أنت الابتداء .
 
 
 
***
 
 
 
كلما أوغلت في الرحلة .
 
أهداني السفر .
 
قمراً ... أو مقصلة .
 
أورقت مني اليدان .
 
كلما عيناك زارتني شراعين
 
من الذكرى ...
 
تجاوزنا حدود المهزلة .
 
وانتشرنا في عروق السيسبان1
 
هذه الليلة هل تجمعنا ؟
 
لك وجه ظله يساقط الآن ،
 
على قلب المدينة .
 
ولي الخط الذي يرسم شكل الظل ،
 
في نفسي الحزينة ،
 
آه يا ظلي ،
 
ويا وجهك ،
 
يا نفسي الحزينة .
 
 
 
***
 
 
 
ذاهب في خاطر اللوز ،
 
وعطر الشومر البري
 
والوقت حراب .
 
ممعن في نبضك الحي ،
 
تبادلنا الشرايين ،
 
احترقنا فوق أعراس الخضاب .
 
سددوا كل المداخل ..
 
أعدموا طير الخمائل ..
 
طرحوا أشعارنا في النار ،
 
فارتدت على الأشعار ،
 
براد ...وسلاماً .
 
فتسامينا ..
 
تداعينا مع الذكرى ..
 
وصرت المرفأ السري ،
 
جئت الفارس الليلي ،
 
برقاً ...وغماماً .
 
 
 
***
 
يا زمان الفقراء .
 
يا زمان الأنبياء .
 
يا زمان الشهداء .
 
نفذت رائحة الخبز ،
 
سقطنا في فراغ الحرف ،
 
صار الدم ماء .
© 2024 - موقع الشعر