أضرب على صدر الزمان ،
يئن في الصدر الوطن .
وامسح عن العين الضباب ،
يلح على العين الوطن .
واهتف على قبر الشهيد ،
يجبك في القبر الوطن .
هذا الوطن .. هذا الوطن .. هذا الوطن .
يغدو كأبعد ما يكون .
ويعود أقرب ما يكون .
الآن ندرك أن شكل الأرض ،
تابوت .. ومقبرة .. وشاهد ،
والآن ندرك أن هذا العمر ،
مركبة وبحر من دم ،
والذل قائد .
والآن نخرج من لحاء الأرض ،
ندخل في لحاء الأرض ،
شلالا ...وقارب .
والآن ثم الآن نزرع في جدار
العمر شباكاً ،
وزنبقة .. وجندياً يحارب .
هم جردوك من الرحيق ،
من الشهيق ، من السنابل ،
والمحافل ، والصدى .
وهم المقابر .. والمجازر ،
والحرائق .. والمشانق ،
والردى .
وهم الألى خنقوا بحنجرة المغني صوته .
والصوت يحمله الصدى .
والصوت يحمله الصدى .
***
آه من الزمن الذي يئد المغني ،
والشهيدا .
ويحول بين دم يفرخ سوسنا ،
وأجنة ،
ودم يحور مواطنا ،
ومحبة .. ويهل عيداً .
يا أنت ، يا وطن المسرة .. والمجرة ،
والبنادق ، والبيارق ،
والمحافل .. والقوافل .
يا سيدي ، ....
أنبيك أن عظام قتلانا
إذا نبشت تثور ...
وأن يحرقها العدا ...
قامت لأعيننا مكاحل .
يا سيدي ،....
هذا زمانك يستوي الضدان فيه ،
كما الشهيد مع الشريد .
وكما الحرارة والبرودة ،
والنضارة واليباس .
هذا الوطن .. هذا الوطن ... هذا الوطن .
يغدو كأبعد ما يكون .
ويعود أقرب ما يكون .
تتلون الأشياء ..
هم في ألطف مجزرة ،
ومشنقة ... وليلاً .
وتسافرين على الرموش ،
خميلة .. وندى .. وخيلاَ .
***
تتلون الأشياء يا كبدي .
فهم في ساعديك قد استحالوا ...
جمرة ..وأسى ،
وويلا .
وتوزعين هنا بعب الليل ،
أرغفة .. وأردية ،
وأحداقاٌ .. وسيلاً ..
تتلون الأشياء يا وطني ،
تتلون الأشياء ،
وأنت هنا دماء لا تطل .
تتلون الأشياء ...
وأنت الطير ...
أنت الطير ...
يأتينا ...
إذا أختلف المحل .
لا يوجد تعليقات.