(1)" دمعتان .. على شاهدة القبر "تنكسرين على عتبات الزمن مثل قصيدة حزينة ... تنوئينمثل حلم يهاجر نحو الغيب .. في عينيك دمعتان بحجم عذابمتجدد ... وفي صدرك أمنيتان : أن تنزرعي زيتونة في صدرالوطن .. أو تصيري صلاة متواصلة في خواطر الشهداء .لم يكن الموج بلا ذاكرة ... حين مضيت تحملين سجادتكإلى عالم ارحب ... ولم تكن الطرقات بلا عشب .. حين قطعتآخر خطوة لك على درب الحياة ... بل ، لم تكوني بلا هواجسحين أسلمك النعاس الثقيل ، إلى حلم مجهول ...آه ... كم تصيرين متوجهة كاليقظة ، حين اقف فيحضرتك اقرأ سورة الدمع ... وأنت تسلبين الأجفان على أمنيةحبيسة ...لك الفضاء الذي لا ينتهي والخضرة التي لا تغيب ... لكالزمن المطرز بالعبادة .. واللحظات التي يسفحها صوت مؤذنالفجر ، حين يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود .وتظلين أثيرة إلى قلبي كالنصر ... واسعة كالبحر ...شهية كالفرح ... ممتلئة بالبساطة والطيبة مثل أغنية خجول ...آه ... كم يؤرقني غيابك المفاجئ ... كموت الياسمين ...وكانشطار القمر ... حين تستطيل الظلال بقلبي .. ويمتدالحزن ثقيلاً بين ضلوعي .. أشهق بلهفة ولد محروم .. واضحبلا فوضى ... وانتحب طويلا .. فوق شاهدة القبر ، لأنكأمي التي لا يجيء ... وشمسي التي تنطفئ ، ودمي الذيينسكب ساخناً تحت القدمين ." فاتركي لي جديلة .و اتركي لي قمر .و ازرعي .. لي خميلةفي ضفاف النهر .وانثري في حقائبيأية ... أو أثر ..."(2)مسافة الحلمبين سجنك البعيد ، ووجه أمك الذاهل مسافة من الحلم والعذاب ، يكبر الحلم زمنا .. ويتسع العذاب زمناً آخر ...وتطلع ما بينها وردة الروح .بين سجنك الجديد .. وراحتك المشرعتين بثياب نحوالسماء .. غابة لوز وشعلة من نار الفرح .. بينك وبين من تحب ،قصيدة وموال ... تنشرخ القصيدة في فضاء الوطن .. وينتصرالموال على شفاه العشاق ، وتظل أنت الصوت المسكون بالبرق.... والرعد ، والأغنيات تظل البشارة التي لا تجيء .. والموجةالتي يختصرها الشاطئ قبل الوصول ...لكنك تمتد في سماء الوطن راية ممهورة بالدم والقرنفل ،وبوابة موسومة بالعشق والولادة ،تفجؤنا رسائلك المثقلة بدموع الكبرياء .. وبأناشيدالحرية .. وبالصبر الذي يبتدئ ولا ينتهي .يتجدد لك السجن والسجان ، والوجوه الغريبة والسنواتالعشر العجاف ، والملامح التي تنمو كالصدا على الجدران ،وتبقى نوافذك مشرعة لطيور البحر ... وتظل أنت صديق البحروالطير والمرج الذي لا تنكره الخضرة .تلبس لك الأرض زينتها .. لكن نيسان يظل حزيناً كقلبأمي . من سجن عسقلان إلى سجن نفحة .. مسافة يحددهاالزمن الرديء وتنتحر على معالمها الطيور العاشقة .مضت أمك كمدا ، وهي تحمل في صدرها تفاحة حمراء منأجلك ، ذبلت .. سفحت دم شرايينها المتفجرة في الدماغ ..مضت قبل أن تكمل دورتها المقدسة ، وقبل أن تكمل أغنيتهاالشهية .وقبل أن تبوح بآخر دعاء لك .آه يا صوتها الحنون ، كيف تجيء ثانية ؟ كيف تدقبوابة السجن من جديد ، كيف ترحل إليك أيها الأخ الذي لا أراه .لكن العروق يابسة ، والقبر موحش ، والسجن الجديد مرحلةأخرى للعشق المذبوح .
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.