" الفارس "
طوقت العنق الموشوم بزندك ،
حين توهج وجهك بالنار .
ما زجت حنينك في الوجه الملتاع ،
وأرخيت على الهام المتعب ،
عقداً ... وإزار .
ليلاً كان الإبحار .. وكنت الفارس ،
في يمناك الرمح المسنون ،
أزدان بفرع الغار .
لم تهتز بجنبيك الأضلع ... لحظة جاؤا ،
مثل ذئاب البرية .
لكنك أقسمت بأرضك أن تفلحها ،
حتى لو سرقوا منك الساق ،
وشلوا يمناك .
أن تكتب فوق صخور الكرمل ،
آية حبك .
أن ترسم فوق روابي بيسان الثكلى ،
معبد عشقك .
أن تزرع فوق الشمس ،
وفوق النار ،
وفوق الأرض
روائع مجدك .
يا أرض احتفلي ،
فارسك المترجل ، عاد .
يا أرض ، احتفلي ...
فعلى صدرك شق الفاتح درباً .
آلف بين الموت وبين الأوبة ،
سوى قبر الأوغاد .
فسمعنا نحن - النيام - الزير النار
ووثبنا مثل الخاصرة المطعونة
وحبسنا في داخلنا النزف ،.
المتحرر،
ملء الأفواه ،
" العرس "
حين تآلف موكب عرسك ،
في العين البيضاء " ...
تشرح في " عيبال " لظى ً
حط بساح " المجدل " ركبك ،
كان القيد بزندك .. شهادة .
" بيسان " انتفضت في أحضان الليل ،
أضاءت سجف الليل ،
وكانت أمك تفتح أذرعة الشوق ،
تسجل في سفر التاريخ ...
ولادة .
الدم أحمر مثل الورد النابت .
في حضن الشوك
والتربة حمراء الوجه تيمم فيها الرسل ،
وكل الشهداء .
فلتشهد يا جبل الجرمق
هذا الفرح الباكي ،
ولتنقش فوق صخورك طيف أخي ،
غيب هذا الرمح المسنون ،
بصدر الغرباء ،.
ولتقرأ سر الفاتحة اليوم
على أرواح الشهداء .
" العيد "
تتوالد في عيني الرغبة ،
حين يهرول هذا العيد المذبوح ،
على الأعتاب .
أتكسر عبر محطات الوجد اللاذع ،
في مرفإ شوق .. وإياب .
أجثو في حضرتك اليوم ...الملم حزني ،
يطلع وجهك ، يسترخي كالغيث الهامي ،
في موسم صيف .. ويباب .
ها أنت تعانق مجدك ،
تنمو فوق روابي الكرمل ،
تخطر فوق سطوح الريح الغربية ،
تمسح دمع الغرباء .
سجنك هذا مجدور الوجه... يئن ،
ووجهك يكبر كالأقمار
يعرش مثل دوالينا ،
يتجذر في الأرض حنيناً
وعداً في أعراس الشهداء .
ما عاد السجان يخيفك
جرمك هذا يزهر في الأعياد .
يتفجر في صدرك ينبوع الأمل ،
الزاخر تطلع في راحك ،
نبتة حناء .
" فلتشهر سيفك "
لا يوجد تعليقات.