سمعت عويل النائحات عشيةفي الحيّ يبتعث الأسى و يثيريبكين في جنح الظلام صبيّةإنّ البكاء على الشباب مريرفتجهّمت و تلفّتت مرتاعةكالظبي أيقن أنّه مأسورو تحيّرت في مقلتيها دمعةخرساء لا تهمي و ليس تغورفكأنّها بطل تكنّفه العدىبسيوفهم و حسامه مكسورو جمت ، فأمسى كلّ شيء واجماألنور ، و الأظلال ، و الديجورألكون أجمع ذاهل لذهولهاحتى كأنّ الأرض ليس تدورلا شيء ممّا حولنا و أمامناحسن لديها و الجمال كثيرسكت الغدير كأنّما التحف الثرىوسها النسيم كأنّه مذعورو كأنّما الفلك المنوّر بلقعو الأنجم الزهراء فيه قبوركانت تمازحني و تضحك فانتهىدور المزاح فضحكها تفكيرقالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى :صدق الذي قال الحياة غرورأكذا نموت و تنقضي أحلامنافي لحظة ، و إلى التراب نصير ؟و تموج ديدان الثرى في أكبدكانت تموج بها المنى و تمورخير إذن منّا الألى لم يولدواو من الأنام جلامد و صخورو من العيون مكاحل و مراودو من الشفاه مساحيق و ذرورو من القلوب الخافقات صبابةقصب لوقع الريح فيه صفير !و توقّفت فشعرت بعد حديثهاأن الوجود مشوّش مبتورألصيف ينفث حرّه من حولناو أنا أحسّ كأنّني مقرورساقت إلى قلبي الشكوك فنغّصتليلي ، و ليس مع الشكوك سرورو خشيت أن يغدو مع الرّيب الهوىكالرسم لا عطر و فيه زهورو كدميه المثّال حسن رائعملء العيون و ليس ثمّ شعورفأجبتها : لتكن لديدان الثرىأجسامنا إنّ الجسوم قشورلا تجزعي فالموت ليس يضيرنافلنا إياب بعده و نشورإنّا سنبقى بعد أن يمضي الورىو يزول هذا العالم المنظورفالحب نور خالد متجددلا ينطوي إلاّ ليسطع نورو بنو الهوى أحلامهم ورؤاهملا أعين و مراشف و نحورفإذا طوتنا الأرض عن أزهارهاو خلا الدجى منّا و فيه بدورفسترجعين خميلة معطارةأنا في ذراها بلبل مسحوريشدو لها و يطير في جنباتهافتهشّ إذ يشدو و حين يطيرأو جدولا مترقرقا مترنّماأنا فيه موج ضاحك و خريرأو ترجعين فراشة خطّارةأنا في جناحيها الضحى الموشورأو نسمة أنا همسها و حفيفهاأبدا تطوّف في الذرى و تدورتغشى الخمائل في الصباح بليلةو تؤوب حين تؤوب و هي عبيرأو نلتقي عند الكثيب ، على رضىو قناعة ، صفصافة و غديرتمتدّ فيه و في ثراه عروقهاو يسيل تحت فروعها و يسيرو يغوص فيه خيالها فيلفهو يشفّ فهو المنطوي المنشوريأوي إذا اشتدّ الهجير إليهماألناسكان : الظبي و العصفورلهما سكينتها ووارف ظلّهاو الماء إن عطشا لديه وفيرأعجوبتان – زبرجد متهدلنام تدفّق تحته البلّورلا الصبح بينهما يحول و لا الدجىفكلاهما بكليهما مغمورتتعاقب الأيّام و هي نضيرهمخضرّة الأوراق ، و هو نميرفالدهر أجمعه لديهما غبطةفالدهر أجمعه لديها حبورفتبسّمت و بدا الرضى في وجههاإذ راقها التمثيل و الصويرعالجتها بالوهم فهي قريرةو لكم أفاد الموجع التخديرثمّ افترقنا ضاحكين إلى غدو الشهب تهمس فوقنا و تشيرهي كالمسافر آب بعد مشقّةو أنا كأنّي قائد منصورلكنّني لمّا أويت لمضجعيخشن الفراش عليّ و هو وثيرو إذا سراجي قد وهت و تلجلجتأنفاسه فكأنّه المصدورو أجلت طرفي في الكتاب فلاح ليكالرسم مطموسا و فيه سطورو شربت بنت الكرم أحسب راحتيفيها : فطاش الظنّ و التقديرفكأنّني فلك وهت أمراسهاو البحر يطغى حولها و يثورسلب الفؤاد رواه و الجفن الكرىهمّ عرا ، فكلاهما موتورحامت على روحي الشكوك كأنّهاو كأنّهن فريسة و صقورو لقد لجأت إلى الرجاء فعقّنيأما الخيال فخائب مدحوريا ليل أين النور ؟ إنّي تائهمر ينبثق ، أم ليس عندك نور ؟" أكذا نموت و تنقضي أحلامنافي لحظة و إلى التراب نصير ؟ "" خير إذن منّا الألى لم يولدواو من الأنام جنادل و صخور "
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.