"ضجيج الصمت" - ينابيع السبيعي

هل تنادِي في صدَى صمتِ المكانِ ؟
ضجَّ فيَّ الصوتُ واختلَّ احتمالي

صمتُ صوتٍ , بوحُ قلبٍ , زفراتٌ
تخرجُ النيرانُ من جوفِ اشتعالي

ساقتِ الأقدارُ في خطوِ الزمانِ
وتهادَى القلبُ في طوعِ الوصالِ

مثلَ بوحِ الفجرِ يأتيني صداهُ
يحملُ الجمرَ علَى جنحِ المنالِ

هزَّني الشوقُ وأعياني احتمالي
وتلاشَى في ارتحالي ..في خيالي

منهُ همسُ الوصلِ تأتيني ظنوني
برسالاتٍ بها ذاتُ السؤالِ

هل سيبقَى الحبُّ في صمتِ التمني
ويعيدُ الحبرُ رسماً للخيالِ ؟

هل لنا في وصل حبل قد تهادى
ومهاد العشق يغري بالنزالِ ؟

أم سيبقى الحب ميتاً في حياتي
ومهاد العشق يبني لاحتلالِ ؟

قد رفعتُ الكفَّ أدعو .. في بكائي
صوتُ طوعٍ يا الهي بابتهالِ

أجعلُ الحبَّ شعارًا أبديا
لا تدْعنا في عذابٍ واشتعالِ

بين تنهيداتِ زهرٍ في رُباهُ
وزفيرِ الروضِ من صدر الظِّلالِ

هكذا للعشق كنا صوتَ موجٍ
بين مَدٍّ .. وانتثارٍ، وارتحالِ

وتمادينا بزهوٍ ليتَ أنَّا
نرتوِي بالحبِّ .. نحظىَ بالنوالِ

لم نزلْ نسعَى ، ولكنْ حُبُُّنا
شدَّ ميثاقًا إلى وِرْدٍ زُلالِ

© 2024 - موقع الشعر