بغداد....
الياسمين الأحمر
يحاصرني الليل ... يأسر روحي ..
يجلد صبري .. يسبقني ثم أجري وراه
لأرض يراودها النهر عن نفسها
تمارس والبدر فعل الجنون..
وأنتِ.......
بنور ونيران تغتسلين ..
يظلك من وسلوى...
يتيه بعينيك حزن السنين..
عجباً لنا والخوف ينشب نابه في جرحنا !
عجباً !
ولي في رعشة الظن المكلل بالدماء
خوف يطيرني بأجنحة السموم
يلقي بصبري في متاهات السديم
وأنت تغوين المساء
على سرير سندس واستبرق
ريحان مسك فاح من روض الجنان ..
وتبسمين !
وأنا وهم .. خرس عراة نستحم بخوفنا ..
نضع البلاهة بالوراثة تاجنا ..
متسربلين بجهلنا ..
فلربما...........
سترت وريقات الخديعة عارنا!
بغداد هيا وامنحي للعالم المأفون .. شكلا آخرا
بغداد هيا وافضحي في لحظة ..
وبرمشة من طرفك الوسنان ما تخفي العيون..
ما أنت ؟! .. عذرا ... ما أنا ؟!!!
والخوف مزق ستر قلبي..... خوفهم !
لكن قلبك بالمحبة مفعم ..
يجري إلي كصدر أمي الحانية كي يحتوين ..
قولي لهم .. قولي لنا .. ما خطبهم..؟!
مروا هنا متمنطقين ضغائنا ..
وأنت سيدة السناء لا تأبهين ..!
ستنهضين بوجههم وستبصقين ..
سترفعين ..
للشمس رأسا عاليا.. عذراء دوما تبعثين !
وعيونك الخضراء أدمتها شظايا رعبهم..
آه..... ستخجل آهنا ..
وسنلصق الأنف المجلل بالخنا ..
في طين طينك ..هامسين برفضنا
الله يا بغداد... ما ذاق قلب مثل قلبك نارهم ..
إنما لا تشتكين ..
تهاجرين لعالم لم يغترف نهما ولائم من رماد
تهاجرين ..
بغداد بالآهات أولى ..
إنما لا تنطقين !
كلا .. فإنك نخلة من قلب دجلة تبزغين ..
يرمونها بقنابل وبوابل من حقدهم ..
حرقوا غصونك إنما تبقين واقفة ولا تستسلمين ..
في البدء كنت ولم تزل.. نخلاتك الخضراء شهوة عاشق
والمنتهى نهر تدفق عابثا بجنونهم ..لا ينثني
.. وأنا .. يا نهرها يا من غسلت بدمعها ..
أنا في عيونك جنة أبصرتها ..
عشقا ترامى كالمدى ..
وجلست أرقب فيك وحشا هائجا ..
نمرا جريح..
.. نادى .. هدى وحسام ..
آه يا سهام ومرتضى
لكن يجاوبه الصدى :
" مهلا ... نصيبك قادم
ينشق صدرك ذات يوم كالح ..
عن نسغها بنت الموات..
ومضرجا بالدم ينبت ياسمين..!"
بغداد أضحت قاسما للهم مشتركا
وتصحو كل فجر بيننا
حبلى بقربان الحياة ..
قد أشعلوا طمعا شواطئ رافديها...
وجنينها بنا يستغيث..
أماه .. هي ظلمة في ظلمهم..
وقرارهم معزوفة للموت بوق للفناء..
بغداد....
هلاّ أعلنت عيناك ميلادي وحقي في الحياة ..
أماه ..
للنور عيني تشرئب ..
أماه ..
أماه .. ماه ... آه ..
آه ...............آه
آه ....
****************
..إنهم يتظاهرون
بالموت فقط !
ما الوحدة.. ما الوحشة ...
ما طعم بصاق المتدرن حين تعمد بالدم ؟
وحدك أرملة الفجر ..
على قارعة الوهم .. !
وحدك بشهقة قلب ..
تعرضين الحلم .. !
" هيا اشتري يا سيدي: الحلم بشهقة قلب ..
هيا اتقوا ذاك الجحيم بشق حلم .."
عارية في وجه الصرخة حنجرتي ..
فأنا وزمان فقد زمانه.. لم نعقد هدنتنا بعد ..
جدران شراييني تيه..والرمل تسلل في غفلة قلب
ضربات الكف على صدر
يتحجر ألما .. يستنطق عصف رياح
ستعيد تضاريس دمائي ما قبل عصور التكوين..
" هيت لك .. يا حزني العاشر بعد الألف! "
على كبدي يتكأ الأمس
.. ملاحا منهكة عيناه ..
أفق تاه مداه ..
موج ورياح وأنا بينهما....
أتشبث ببقايا صبر ..
وألقم مغلي يأسي مسحوق أمل ..!
ما الآن؟ ما الأمس ؟
ما استشراف المستقبل ..
ما..
حرفان يمينهما..
عدم وشمال ضم حياه ..
"هيا اشتري يا سيدي ..
حرفان من عدم وخصب ..
إن شئت..
فادلج عن يمين أو شمال ..
لي منزل نحتت بوجه الرفض جدران له ..
ونوافذ لم تخش يوما قول لا ..
لي منزل لا سقف له .. إلا السماء!"
وأنا هنا متضور ..
ما عاد يربط حول بطن مصمت
حجر الخديعة والندم ..
هنا ومحراث بوجه الزمهرير ..
والأسود المسعور ينهش كل نور ،
ويلوك روحك ثم يبصقها سؤال ..
متضور..
ثدي لبركان بنهم يلتقم ..
للمنتظر من ألف هم .. الموت أقرب من وريد ..!
لي منزل..
ترنيمة الجمر المعتق .. من ملايين السأم..
وصلاة نساك بخلوة شاهق
يجللها الظمأ .. لا ترتوي إلا اللهيب مقطرا ..
بفم المجامر بالقلم..
وحدي ويمضغني سؤال..
وأنا وأمشاج العناد
في عين إعصار الألم..
من يركع النبض المكابر ..
من ينه بحثك " جلجامش.. "
ما عاد نبت للخلود.. زحفت ثعابين الخنوع ..
"يا سيدي .. كي تتقي النسيان :
خذ شقا لحلم..
هي غربة للروح تنهض من جديد
حبلى بشوق عارم..
وصغيرها .. عار بوجه الريح ..
يصرخ بالعدم :" يا قاهر النسيان
حيا ستبقى شامخا في الذاكرة
أنا لن أموت ..
كي لا تموت بداخلي ..
أنا لن أموت ..
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.