يا دهر

لـ ناصر محمد الفراعنة، ، في غير مُحدد، 2،205

يا دهر - ناصر محمد الفراعنة

يا دهر إن كنتُ فيما قد مضى حدثا
ما كنت يوماً لأنسى منك ما حدثا

فرت ( ) وخطوي رهن خطوتها
الخير صابت وصابت أرجلي دعثا

عادت عداها وكف البين عاودها
تجلجل الريح منها الحجل والرعثا

كأن طرحى خيامٍ في مطارحهم
طرحى عساكر تركٍ أصبحت جثثا

سارت بها حججٌ كأنّها لججٌ
فسرتهُ وعِثاً ما خلتهُ دمِثا

ترى أثافيّها السوداء شاخصةً
شخوص أرؤس زنجٍ صفّه ربثا

توعّد النسر في اكنافها حجلاً
وخاتل الصلّ في اطرافها شبثا

يا دار خلي بوادي الحمض من عِمَرٍ
مالي ارى القصر في أعقابكم وعثا

ناشدتك الله رفقاً في أخي رحمٍ
كم بيدٍ منه حاني راحةٍ ضغثا

تلك الخيام كغاب الغول موحشة
قد أوكل الدهر في امشاجها العثثا

بالأمس كانت كبغداد حضارتها
واليوم لم يبق منها قاهرٌ رثثا

قومٌ هم القوم لا أقوام غيرهمُ
إن حادثٌ من دواهي دهرها حدثا

يا سعد يا ابن حريب الأزد صعصعةٌ
قد استمات بهم موتٌ فما لبثا

أن ردّ موسرهم في إثر معسرهم
ما شال حتى قضى من حولهم رفثا

فصار أيمنهم من كان أيسرهم
وما على الهضم منهم أبلجٌ رئثا

حتى أباد مبيد الناس ملكهمُ
وكثّ لحيتهم من لومها كثثا

كم حللوا مدراً, كم ظللوا وبراً
عليه قبلهم حاثي الزمان حثا

ما قعدوا حين قاموا في مرادهم
حتى لهم خاضعاً ملْك الملوك جثا

كأنّ ما فوق وجه الأرض من أممٍ
إلا وسيفٌ بها من نحوهم عبثا

صبيّة المجد قد فضوا بكارتها
قبل القبائل إن ما ناجثٌ نجثا

إنا سمونا سماء المجد منزلةً
طوعاً ومنا اخضرار الروض إن رمثا

إن الحضارة إذ ضلت بغيرهم
حتى على صوت راعي طبلةً خنثا

لم تستطع منهمُ شأناً فشأنهمُ
شأن الكرام إذا ما عاقلٌ لوثا

كم وتروا من صناديدٍ وما وُتِروا
لا يتر الدهر من عن سؤها نأثا

لم يبلغ المجد منهم صيدُ غانيةٍ
أو من تنائى فأخفى غُلّةً فعثا

لم يدأث الخلق داثاً مثل داثهمُ
وما سواهم بميزان التقى دأثا

اليوم ارثيهمُ حُزناً وأندبهم
هيهات هل ببكاءٍ ميتٌ بُعِثا؟

إن المراثي لو تحيي لنا أحداً
وسط المقابر ما أبقت لنا جدثا

يا دهرُ قل لهمُ إن جئت تلّهمُ
صبحاً وذَلّهمُ ذو شوكةٍ جأثا

أني محذرهم أمراً فمنذرهم
أمراً فمعذرهم أمراً وإن نأثا

فليرحم الله قوماً من ذوي رحمي
ما كنت بينهم في الدهر مكترثا

إني حلفتُ يميناً برّةً برأت
لا أخلف الدهرَ ميثاقاً وإن نكثا

لا يجمع الله من بادت سيادتهم
وأصحر البين منهم أعيناً ولُثى

إني أنا الشاعر الميمون طائره
ومن لعلم بنات الجن قد ورثا

أتيت سمط بنات الجن يحملني
ومن ورائيَ كم من شاعرٍ لهثا

قد أرضعتني خلوف الشعر راهبةٌ
حتى نشرتُ بشعري في الورى جدثا

جنيتانٍ سمت للعرش نارهما
سموّ حبّ غبارٍ رمله حرثا

يا نافث السحر ما ترجو بسحرهما
في قلب غمرٍ بآي الربّ قد نُفِثا

إني ورثت طفيلاً قبل إخوتهِ
أبناء أم البنين الخمسة الشعثا

من يدّلث من بنيهم يدّلث عجباً
ما كان إلا وشاح العزّ مُدّلثا

لم يبق منهم لئيم الطبع من ملِكٍ
حيٍّ وما لمّ منهم صالحٌ شعثا

كم طمثوا مجد ربٍّ كان قبلهمُ
وما لمجدهمُ من سيدٍ طمثا

قومي سبيعٌ سباع الغاب عادتهم
طيب الوطاب إذا ما طيبٌ خبثا

إن يغلث الزند في ايديهمُ خطأً
فكم بأيدي سواهم كان مغتلثا

أقوت بهم حقبٌ ألوت بهم نقبٌ
أهوت بهم عقبٌ والقول ما فرثا

ما عاش في الدهر من سقنا مدائحهم
جهرا ولا من لهم حي بكى ورثا

عن كل جاريةً في إثر غاديةً
من أهل باديةٍ من فوقها نبثا

طويت قافيتي في إثر عافيتي
لله حافيتي إن باحثٌ بحثا

لي بنت عمٍ كتوم السر عالمُها
صدق وحاكمها عدلُ وإن حنثا

الحب كالحج أطهارٌ ربائعهُ
فلا فسوق بهِ يُبغى ولا رفثا

القلب وادٌ غثاء الهم فجرهُ
لله قلبٌ بهِ سيل الهموم غثا

افز حين ينادى بإسمها ولعاً
كمن لأنياب أفعىً أقبلت جهثا

كأن هماً بقلبي عاث باحثهُ
طرّاد كنزٍ بعالي قفرةٍ بحثا

إن ينقص الليل ثلثاً عند قربتهِ
حيناً فكم بعدهُ قد زادهُ ثلُثا

نارٌ من النور لا يخفى بمبسمهِ
ليلٌ وفي نورهِ ما كنت معتلثا

أتلت من الكوكب الدريّ سابقةً
من الضياء إذا ما خالصٌ بغثا

لا يدعث التم يوماً ضوح وجنتهِ
وكم بوجنتهِ من كاملٍ دعثا

كأن نوراً تلالى حدر برقعهِ
نورٌ تلألأ حدر الغار وانبعثا

لرائحٍ من شذاها مرّ في عجَلٍ
طبنا , فكيفَ بهِ لو أنّه مكثا؟!!

والقصيدة اكثر من ذلك
© 2024 - موقع الشعر