إنصت…أيّها المزمّل بكلّ أغطية الصّمت.إنصت لأنّات اللّيل المتسلّل خفية من غرف الدّموع.فربّما.ربّما يأتيك من خلف سياج هذه الّليلة, صوتي المبّلل.ربّما تكسّر كما الخطايا, وأبطال الحكايات,عند شبّاك غرفتك البعيدة.سيدة الحزن البري أنا…و جع الصحراء البدويكلّ نسيج الأضداد أنا.وأنت كلّ .. كلّ أضدادي.أحيانا.تتشعب الذكرياتترتجف اللحظاتنمتلأ حينا بالأوراق…و برقص الكلماتأحيانا.حين يجفّ فتيل الشّمعة من زيت الحكايات..ولكنّنا كما يحدث في خرافات العشق المسليّةنلمع كخيط ضوءوينفخ اللّيل وعودا ….فأبكي من الوجد.أسلّى بتقليب الصور القديمة.دون أن أراها.وحين ألفّها صدرياسمع صوتك …صوتك يصهل من بعيد.أحيانا…فهذا لا يحدث كلّ الوقت معي.هل فتحوا شبابيك الكلام مع الرّبيع ؟هل آن ميعاد الشكاوى الملحّة ؟هل سمحوا بتقبيل الياسمين من جديد ؟هل أطلقوا ألوان الأقحوان ؟هل عاد رسل اللّيل بخبر من موانئ الأنين ؟يا كلّ هذا الصمت المريبيا كلّ هذا الذي يشاركني وحدتي ولا أراه.الآنإحساس لذيذ كرّمان حامض.يدغدغ طرف الحسّيلمّ ألواح الشّفتين واللّسان.الآن, الآن…أسمعها´تهمّ بي من كلّ فجّ..أسمعها …هذه الألحان… تتجمّع من هناكمن عند التل الأخير لمملكة الضياءالآن …الآن .ربّما جاء موتي كفارس نبيل..يمتطي حصان الحكايا البيض.الآ…الآن.أنصت…ربّما سيزف نبأ موتي بصوت خافت.فتتجمّع من دّموعهنّصبايا مملكة الصمت الحزيناتحبّات من الندى السحريّتسّاقط بعدئذن, حبّات مطر لامع.كريات من الضّوء في دموع السّماء .أنصت.لا شيء من جديد.غير همهمة الأشجارتتململ من طيش العصافيروهي تشحذ مناقيرهاقبل أن يباغت الفجر القريب مخابئها.أنصت.لا شيء…غير خرير عمر ينساب صوب النهرأنصت…لا شيء…غير صوت البحر في الصّور المبعثرة فوق السّريرأنصت.لا شيء…كلّ السّفن جمّعت حبالها من زمن بعيد…أسير…كأنّني أسير.أرشّ المسك والعنبروأقدّم القربان …لعشتاركما يليق بأميرة منام فاجأها الصحو.علّها تقبلعلّها تسمع النداءعلّها تستجيبآه كم صعب أ ن نمتحن الآنوفي كلّ هذه اللحظة الأزليّة.علام لا تأخذني بزجرة منك.علام لا تسكتها كلّ الأصوات ؟علام لا تأتيلأغادر كل الأشياءوأعيد توزيع أسماءك ؟أسمّي وعود عينك الأرضوصوتك…أسمّيه أهزوجة الرّيح والّناريا كم تلهب نيرانك روحي وتحييهاويا كم كلّ الأرض فيك تقتلني و تطفئني.إمنحني موانئ الرّحيل الأبديّ.بي عطش للسّفر.بي عطش لترك الأشياء مبعثرة…هكذا …كما هيّ …تماما.بي عطش أن أخترق كلّ هذه العتمة.وأن أخلع كلّ أبواب الصّمت الدّفينوأن…يا وأن….يا كم بي عطش.أن أفجّر نبع الدّفء والبدايات…أن أكسر كلّ صناديق الصّمت.أن أفتح كلّ الشبابيك المغلقة.ليعود اخضرار السنين.
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.