كانت جموع السحاب..كان الدجى يرخي جناحية على القرية!وكانت الأوجه ذات الأسى..ذات العيون الاستوائية..قد انزوت خلف سراديبهاتحلم بالنار، وبالثورةتحلم بالثأر لتاريخها..من العدو الأبيض الجثة..* * *وقال طفل أسود:يا أبي، إني أخاف الرجل الأحمرافهو إذا أبصرني سائرا يبصق فوق الأرض مستكبرافلا تدعه يا أبي بيننافهو غريب فوق هذا الثرىاقتله.. اقتله..فيا طالما مزق أعماقي مستهترا!* * *وقال شيخ مقعد..شققت جبهته السوداء فأس الزمن..كنت صغيرا..عندما أبصرت عيناي وجه الأبيض المحتقنولم أزل أذكر لي إخوةمشوا عبيدا.. تحت ثقل القيودوالسيد الأبيض من خلفهموسوطه ملتصق بالجلود..* * *ولم أزل أسمع أصواتهم..والعرق الدامي يغطي الجباه..والشمس من فوقهم..موقد أحرق حتى العشب..حتى المياه!ولم أزل أذكرهم كلهمذوو الوجوه الصارمات الوجوهبلال، والنمر.. ودود الذي لما تحدى بطشهم أعدموه!* * *وحينما قلت: إلى أين هم ماضون؟!قالوا: نحو أرض بعيدة..وحينما قلت: ألن ترجعوا؟.. مات الصدى فوق الشفاه البليدة!* * *وسكت الشيخ:وشق الدجى صوت فتاة جثمت عن كثبقالت، وأبدت جسدا عارياتلفه عاصفة من غضب..هنا، هنا وراء هذا الجدار اللامع..المطلي بأحزاننا..يضطجع السيد.. في جنةمسقوفة بعظم أجدادنا..!فاختلجت تلك الوجوه..التي يا طالما ضاع أساها سدىوانتصبت أذرعهم في الدجىمثل محاريث علاها الصدا* * *وابتلع الصمت العميق، البعيدغابات أفريقيا وما فيهاوعندما جاء الصباح الجديدكان اللظى ملء روابيها..!
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.