كنا معا نسرق أسرار السماواتوكان العمر بستانا من الشعرولبنان مرايا من رسوم وصوركنا إذا ما أشتعلت فينا الأساطيركسرنا جرة الخمر الإلاهيوزخرفنا بأيدينا قناديل المطركنا هنا يا جورج، يوماهل ترى تذكرنا الساعة؟أم أنك مأخوذ بإيقاع القدر!كنا هنا..لم نحتطب في غابة الماضيولم ننفخ رماد العصرلكنا تلكأنا على أرصفة الحزن قليلالم نكن نغرق في الدهشةلولا شفق ناء بطيءربما كان انعكاسات رؤى الموتى على الأحياءأو كان انهيارا زمنيا في جدار الوقتهل تسمعني في صمتك المثقل بالأزهارإني قادم بأسمك من أقصى مداراتيإني صارخ باسمك..في حيث يكون الشعر إصغاء إلى التاريخأو حيث يكون أسمكتاجا أرجوانيا على لبنان!هل تبصرني؟إني هنا يا جورج..مكتوب على عيني أن أبقى سجينا في معانيكوأن أبكي موتاى الكثيرين، ولا أبكيكأن يصبغ لون الرمل أجفاني، ولا أبكيكأن يرتطم الإعصار في دربي، ولا أبكيكهل تغفر لي؟أني أصلي لك في شعري..ولا أرثيك!أني أنحنى، شمعة إيمانلدي أبهة الموتوأستثنيكيا صاحب أيامي..يستغرقني منك ذهول عاصفأمطار قداس سماويوجوه من شموع، وقناديل رخاموخطى آلهة مختالة تمشيفأبكيك، ولا أجرؤ أن أبكيكأعدو كاشف الصدروتعدو مركبات الموت من حوليفأداخل في صمتيأبكيك، ولا أبكيكأرثيك، ولا أرثيكباب موصد هذا الأسى الممتد في روحيباب حجري موصدأودية وحشية العشبوشمس رثةوأنت ماض بانفعالاتك..مكسو بأحزانك يا جورجإلى أين؟تريث لم يزل لبنان لبنانيذوب الثلج في ناعورة الواديويصحو الجبل العالي، ويعلو نجم لبنانفلا تعجل..ولكنك تمضي يا حبيبي مسرعاتملأ هذي الأرض، شعرا ومزاميروتمضي قلقا وموجعاوأنت في نأيك.. لم تزل هنا..ولم تزل هنا..أرزة تغسل رجليها بماء النهرأو عصفورة تنقر وجه الريحأو سارية من لهب تخترق الضباب***أبكيك، ولا أبكيكأرثيك، ولا أرثيكفالموتى ينامون على أكفانهموأنت حي بينناوليس موتا أبدا هذا الغياب!الرباط- بيروت 1993
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.