لوجهك يا سيدي - محمد الفيتوري

في مدينة قلبي الغريبة
حيث يفوح غطيط الغرانيق
في بهوها الملكي الحنون
جثوت وحيدا على ركبتي
وبي قمر غارق في دمي
لا تراه العيون
وحيدا أصلي
وكان على الماء نافذة أشعلتها يداك
وآلهة من جمالك هائمة في سكون
لوجهك يا سيد القلب
ما سال من ذهب العمر مختلطا بالرمال
وما نقشته الرياح القديمة
من صور في الجبال
***
لوجهك يا سيد الكون
تغدو حقول النجوم بحارا من الضوء
هادرة في دجى مطبق من هيولاك
محرقة بصواعق سيفك
أزمنة الموت والظلمات
وفي نهر وجهك تسبح روحان
زنبقة سكبت عطرها
في صلاة الصباح لديك
ونورسة أبصرتك مع الفجر
فأستغرقت فيك مأخوذة الكلمات
***
بلى.. ولأنك يا سيد الذات
تشبه ذاتك في ملكوت صفاتك
في كل حال
خلعت تاجها الشمس عند الظهيرة
وأحتجبت في سرادقها الشفقي
لتملأ ثانية كأسها من رحيق الجمال
***
سيدي..
ولوجهك راقصت أقنعتي عاريا
وتسلقت أغصان موتي
وأطرقت في ذروة الوصل أصغى إليك
وأنت تكبلني في دموعي وصمتي
وتسكبني في ترابي
وتقسو فتملؤني من عذابي
وترفع عني الغطاء
تراك قسوت لأذكر عمري
الذي كان تحت السماء
وصوتي المرصع بالعشب والملح
في زمن النور والأنبياء
وحريتي كيف كانت حياة
وكانت صباحا.. وكانت مساء
وكيف أستحالت..
فلم يبق إلا رماد الحرائق والكبرياء
وبعض من الشعر
بعض من العشق
أكتبه.. وأغنيه وحدي
غضبان متشحا بالكآبة
غصان مختنقا بالبكاء!
الرباط 1991
© 2024 - موقع الشعر