ليس طفلا، ذلك الخارج من أزمنة الموتى..إلا هي الإشارةليس طفلا، وحجارةليس شمسا من نحاس ورمادليس طوقا حول أعناق الطواويس..محلى بالسوادإنه طقس حضارةإنه إيقاع شعب وبلادإنه العصر يغطي عريهفي ظل موسيقى الحدادليس طفلا، ذلك الخارجمن قبعة الحاخاممن قوس الهزائمليس طفلا وتمائمإنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائمإنه التاريخ مسقوفا بأزهار الجماجمإنه روح فلسطين المقاومإنه الأرض التي لم تخن الأرضوخانتها الطرابيش..وخانتها العمائم..إنه الحق الذي لم يخن الحقوخانته الحكوماتوخانته المحاكمفأنتزع نفسك من نفسكواسكب أيها الزيت الفلسطيني أقماركواحضن ذاتك الكبرى وقاوموأضيء نافذة البحر، على البحروقل للموج:إن الموج قادم***-2-لست طفلا، أيها القادمفي عاصفة الثلج..وأمواج الضبابلست طفلا قط، في هذا العذابصدئت نجمة هذا الوطن المحتلفي مسراك، من باب لبابمثل شحاذ تقوست طويلافي أقاليم الضبابوكزنجي من الماضيتسمرت وراء الليل، مثقوب الحجابلست طفلا يتجلى عابثافي لعبة الكون المحطمأنت في سنبلة الناروفي البرق الملثمكان مقدورا الإغصانك، مجد الأعمدةولأمطارك سقف الأمم المتحدةولأحجارك بهو الأوجه المرتعدة***لست طفلا..هكذا توالد في العصر اليهوديوتشتغرق في الحلم أمامهعاريا إلا من القدس..ومن زيتونة الأقصىوناقوس القيامةشفقيا، وشفيفا كغمامةواحتفاليا كأكفان شهيدوفدائيا من الجرح البعيدولقد تصلبك النازية السوداءفي أقبية العصر الجديدوعلى من غرسوا القضبان في عينيهأن لا يتألموعلى من شهد المأساةأن لا يتكلم!الرباط 21-1-1988
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.