قــــــــــــولـــــــــــــوا - قاسم حداد

قولوا
 
 
من يعطي هذا الوقت الواقف صوته
 
 
قولوا
 
 
من يأخذ عن هذا الغصن الطالع موته ؟
 
 
من منكم يا أبناء النوم الساطع يخرج من دائرة الصوم
 
 
ويرج حياد الماء علانية ويفارق صمته ؟
 
 
أنتم يا رئة الله المائلة اللون
 
 
يا زمن الحلم الراجع خلف رماد الكون
 
 
هل يعرف هذا الحجر الجالس ما بين الكتفين
 
 
حدود الحلم الأول ؟
 
 
يا حجر الماء الأول
 
 
سأقول الليلة حملي الآخر
 
 
يا أبناء الحلم الأول
 
 
يا منشغلين بغزل قميص الحلم الأول
 
 
فضوا سيرة أبنائي
 
 
ودعوا صوتي المكسور يقول :
 
 
هذا الوقت المصلوب على صدري وقت مجنون
 
 
وأنا منتشر كالعطر الأخرس من خمس سنين
 
 
وقت جامح
 
 
غطوه بصبر الحلم الأول
 
 
وانفتح الجرح الأول
 
 
تساقط أغصان الشمس على الماء
 
 
وترسل أوراق الليل نشيج الأسماء
 
 
يترجل حبر الرغبة في الصوت الصارخ
 
 
ويكاد الرمل الأصفر يذبحني
 
 
وأنا منتصب كحروف النفي
 
 
قدمي الأولى في قبر الحلم الأول
 
 
قدمي الأخرى في وطني
 
 
ويكاد الرمل الأصفر يذبحني
 
 
قولوا
 
 
من منكم لا يلمح صورته في قاع الكأس
 
 
من منكم لا يتذكر تاريخ ولادته
 
 
وطول أصابعه
 
 
وملامحه منذ الصحوة حتى الرأس
 
 
في كل خيوط الثوب أراه يلوح لي جرحاً
 
 
وأراه ملوحة هذا الكون المائل
 
 
أنتم يا أبناء الحلم الأول خلف الباب
 
 
وأنا في حلمي الآخر منذور دون جواب
 
 
وأنا السائل
 
 
إن كان النوم ، الراحة ، حبل السرة
 
 
أطراف الفعل البارد ، غفلتكم
 
 
وتراث الميلاد ، وطعم الله
 
 
إن كنتم منسجمين معاً
 
 
إن كان المجلس ، والصحف الصفراء ، ونهر العمال
 
 
يصبون الأحلام معاً
 
 
إن كنتم مقتنعين بأن الشمس غداً
 
 
تشرق باسم القانون
 
 
إن كانت أقدام الطفل تضيع بأحذية السلطان
 
 
وأن الطلقة ضائعة مازالت تبحث عن عنوان
 
 
إن كنتم منسجمين معاً في نوم الحلم الأول
 
 
والنوم صلاة الزمن الواقف
 
 
لا تنتبهوا
 
 
سيجيء زمان الصحوة يا أبناء وحيد القرن
 
 
يا قوماً إن ماتوا انتبهوا
 
 
هذي الليلة أولها غيم أسود
 
 
آخرها مطر أخضر
 
 
هذي خاتمة البدء ونحن القطرات الأولى
 
 
فليمسح كل منكم قطرات الدم عن الياقات
 
 
وليدفن موتاكم موتاهم
 
 
في ظل سلام الليل الوطني
 
 
حين خرجت جريحاً من كهف الحلم الأول
 
 
عانقني الرمل الأصفر بالحب الغائص في الحقد
 
 
بالحب الطفل المقتول على مائدة الإفطار
 
 
يا أصحابي المرتاحين على تابوت الثوار
 
 
مابين حدود حناجركم وخناجركم قوس مكسور
 
 
من أعطاكم لغة تمشي في لهب الماء
 
 
من وحدكم في قنبلة عند الأعداء
 
 
من حولكم يا أصحابي رملاً أصفر
 
 
لا تلتفتوا خلف سرير الراحة
 
 
حين تعود الشهوة للأسرار الأخرى
 
 
ينفجر الوقت المنتظر الآن على طرف الفعل
 
 
قوم إن ماتوا انتبهوا
 
 
لا تنتبهوا حتى الموت
 
 
هل أسمع خطو الخشب المخلص في التابوت
 
 
هل تحمل شرفة أطفالي دمع الأحجار المرخية
 
 
فوق النار
 
 
يا أصحابي
 
 
حين تركت الكهف الحلم الأول في صدري
 
 
سيف السلطان
 
 
وفي إيقاع الشعر هدير الرايات التعبى
 
 
وطن يبكي
 
 
موسيقى النعش وحقد الخيبة
 
 
والأطفال المولودون قبيل الموت
 
 
وطير الغابات المحروقة لا ينقذه غير الفعل
 
 
يا أصحابي
 
 
يا من كانوا
 
 
يا من بكت الأيام علينا في حضرتهم
 
 
حين يغوص الثائر في خطأ الأحلام الأولى
 
 
تمشي الأحلام ويبقى الثائر مقتولاً
 
 
يا أصحابي
 
 
يا من كانوا
 
 
يا من حولهم حقد الحب النائم
 
 
سيفاً آخر في ظهري
 
 
يا أصحاب الراحة فوق توابيت الثوار
 
 
هل أسألكم
 
 
من ينقل هذا الوقت الواقف عبر الدم
 
 
من يعرف - يا أبناء اللغة الملعونة -
 
 
حجم الهم ؟
 
 
قولوا يا منشغلين بصقل مكاتبكم بأنين الشعب
 
 
من يدفع أيديكم بالسيف الآخر في الظهر
 
 
من أية أرض تأتي رايات اللعبة
 
 
هل تجرأ يا قنديل الرعب
 
 
هذي شرطة والينا حاضرة مثل الوقت
 
 
هذي كل جواسيس السلطان الأول صاغية
 
 
تلعق من عمر الأطفال
 
 
تسمح أو لا تسمح بالتحريض على اللعب
 
 
تسمح أو لا تسمح بالضحك على القانون
 
 
من يضحك في السر يموت
 
 
فلنملأ قاعة هذا الليل الباكي بالضحكات
 
 
ولنسرق فرحتنا الأخرى بين الأحزان
 
 
فليتعلم أصحابي
 
 
أو من كانوا
 
 
أن الكلمات الملعونة جرح في حلم الإنسان
 
 
لكن الفعل دواء لا يخطئ
 
 
إن كنتم منسجمين معاً
 
 
فالفعل دواء لا يخطئ
 
 
قولوا
 
 
من منكم يا أبناء وحيد القرن
 
 
من يعطي هذا الوقت الواقف لونه
 
 
أسألكم
 
 
من يعطي هذا الشعر الصارخ في البرية وزنه ؟
© 2024 - موقع الشعر