لأنني أحبُّها، مدينتي العتيقةَ الأسوارْ،علقتُ فوق صدرِها طفولتي تعويذةًوقلت: قد تصونُها أوانَ تهدأُ الرياحُ مرّةًومرةً تغيبُ أو تنامْفللرياحِ في مدينتي حكايةٌ قديمةٌتعرفُها معابرُ الأحلامْ..وترتمي على تخومِها رسائلُ الغمامْكأنها ساحرةٌ جميلةٌترتِّبُ القلوبَ في الظلامْإذا رمَتْ فتونَها في غفلةٍ من العيونِتوشكُ العيونُ ترتدي دموعَهاوتبدأُ الدموعُ بالكلامْ.* * * * *لأنني أحبُّها وادعةً كطفلةٍرقيقةً كنسمةٍ، دافئةً كقبلةٍتوزَّعتْ على شفاه عاشقينْوريفةً كغيمةٍ ورديةٍتبعثرَتْ على مدى كفّينِ من عبيرْكخصلةٍ من البهاء ترتميعلى ضفافِ مهدِها الوثيرْصباحُها بنفسجٌ مساؤها حريرْلأنني أحبُّهارسمتُ وجهَها على دفاتري،سميتُها قصيدتي الأحلىوهاجسي الكبيرْففوقَ أرضِها الخضراءِ كانتْصرختي الأولىوكان حبّيَ القديمُ والأخيرْ* * * * *لأنني أحبُّها مدينتي العتيقةَ الأسوارْهدهدتُ وجهَها الجميلَ بالرّؤىومخملِ الكلامْفأشرقَتْ بيوتُهابضحكةٍ وهمسةٍ وأغنياتٍفي دمي توقدتْ حروفُها البيضاءْكتبتُ ألفَ مرَّةٍ لسورِها رسائلَ الطفولةْرسمتُ فوق كلِّ صفحةٍ أيقونةًلها شموخُ القلعةِ الشماءْأحببتُ ماءَها.. هواءَها.. جبالَها الخضراءْوكم سريتُ في كرومِهاصغيرةً يجتاحني الغناءْوهمْتُ بين وردةٍ ووردةٍتفتَّحتْ على جبينِ صخرةٍ صمّاءْكم شفني هوىً مشاغبٌوشفّ لي هواءْ!مصيافُ لو فارقتُهالماتَ في فمي الكلامُ أو..ذوى في خافقي توهجُ الضياءْمصيافُ لو فارقتهالعدتُ نحوَها على جناحِ الريحِ والأنواءْأستغفر الجدرانَ والأبوابَوالأشجارَ والأطفالَ والنساءْوقلتُ:عدتُ يا مدينتي صغيرةً مجنونةً حمقاءْفلتمنحي أصابعيأضمومةً صغيرةً من زهركِ البريِّأو فلتطفئي حرائقي بشربةٍ من ماءْولتمنحي مطالعي أرجوحةَ الرجاءْلعل يا مدينتي في حضنكِ الدفيءِليلةً أجوسُ في الأزقةِ العتيقةِ العتيقهْوليلةً أمتدُّ مثلَ نخلةٍعلى ضفافِ بوحكِ النديِّوكلما تعبتُ من ترحلّيما بين ضفةٍ وضفةٍصغيرةً مسحورةً أنامْصغيرةً أنامْمسحورةً أنامْ
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.