يبلغ المرء في أخر الليل غربتهحيث ينكره الكل،لا يستقيم له الودّلا وطن يجتبيه لأوجاعه،غير هذا الدم المتوثب للإنسفاح،ولا زهرة أفلتت من رياح السمومليزرعها في ابتسامات أطفاله ذات يوملا نجوماً ولا قمراًلا ارتياحاً ولا غضباً،لا بكاءً ولا طرباً،غير جمعٍ من التائهينيمارس كينونة العمر كل صباحعلى حدة،ليعوّد أحلامه البحث عن كوةٍ للتنفس،أنتِ فتاتي التي أتجول مصطحباً جرحها في شوارع روماأنام على أنّةٍ في انكسارتها حين تركع راجفة في إباء،يقول على فمها قائل : إنها اتجهت للحياة انتحاراً،فأسمع، ثم أرى.. أتفكر،ماذا تقولين أنت ؟أنصتُ، أمسكُ نبضات قلبي،لاشيء،أعلم أنك لا تستطيعين حتى الكلام،وأن انكسار الركوع مهين،ونحن الذين يؤرقنا الصحو،نذوي على حافة الإنفجار،ونطلب من ليبيا أن تهدي من روعها قبل أن يتملكنادمها في الشوارع،تؤدي لوجه بلادي كل الطرق،تركت هناك أمانة قلبي "لعينيك"كل الرفاق الذين قُتِلنا معاً،ملّ من دمنا الموت،لكنه حين جاء قتلناه،رفاقي جراح البلاد جواهرها،ينزفون ويبتسمون،وتنهشهم كل يوم قصائدهم وحليب الصغار،فيعتذرون إلى الشعر حين يكون عليهم مطاردة الخبز،يتكئون على حملهم في الصباحلكي يبدءوا ما يشابه يوماً جديداًأنا هاهنا أتلمس إنهاكهمومشاريع بسماتهم حينما تختفي كالفقاعات،لكنهم – رغم أفق بليد –يصرون على جذر أسنانهمثم يبتسمون.طرابلس 25/8/1995
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.