أمَّاه.. أمَّاه، غيث المقلةِ انسكبافي يوم عيدي، وجمرُ الحسرةِ الْتهباقالوا: أتى العيد بالأفراحِ، قلتُ لهم:بالعيد نفرح لكنَّ الأسى غَلَبَالمَّا أتى العيد، بشَّرْتُ الفؤادَ بهفاستبشر القلبُ لكنَّ الأنين أبىيا ويحَ نفسي التي ما بين فرحتهاوبؤسها ترقب النور الذي احتجبانبادل الناسَ يا أمَّاه تهنئةًبالعيد، والقلب من آلامه وَجَبانبادل الناسَ يا أمَّاه تَهْنِئَةًوكلُّ معنىً للفظ الفرحةِ انقلباأهلاً وسهلاً، لمن يأتي نردِّدهاوماردُ الحزنِ في أعماقنا وَثَباوكيف تسلم لي في العيد تهنئةولم أكحِّلْ بنور البسمة الهُدُبَاولم أقابلْكِ يا أمَّاه في سَحَرٍقبل الصلاةِ لأنسى عندك النَّصَباولم أجدْكِ على الكرسيِّ جالسةًكالبدر ما غاب عن عيني ولا احتجباولم أقبِّلْ جبيناً طاهراً وأرىوجهاً حبيباً يُريني البَدْرَ والشُّهُباأَوَّاه أَوَّاه يا أمَّاه من ألمٍما زلت أكتمه في خاطري لهباأوَّاه من حالنا في البيت حين بكىثَغْرُ الصَّباحِ ومعنى نورِه اضطرباأوَّاه من فرحة القلب التي اتخذتْسبيلَها في محيطاتِ الأسى سَرَبالولا دعائي لَمَا عادتْ إليَّ ولاجلَّى محيطُ الأسى طوفانَه اللَّجِبَاأمَّاه، يا شمعةَ الحبِّ التي طردَتْليل العناءِ ولم نُبْصِرْ لها لَهَبَايكاد يقتلني شوقي الكبيرُ إلىسماع صوتِك، صوتاً لحنُه عَذُبَالمَّا تنادين باسمي يزدهي حُلُمٌبه أرى كلَّ ما ينأى قد اقتربابين المصلَّى ومُسْتَشفاكِ كنتُ علىمشارفِ الأملِ الميمونِ مُرْتَقِبَاتزاحمتْ صورُ الذكرى على خَلَديطفولةً وشباباً باذخاً وصِبَاوتضحياتٍ رأيناها، رَسَمْتِ بهاطريقنا ومسحتِ الهمَّ والتَّعبَاتدور في فَلَكِ الأيَّام ذاكرتيتُعيد من صُوَر الأحلام ما ذَهَبارأيتُ أمِّي إلى الوادي مهرولةًلتجلب التِّينَ للأطفالِ والعِنَبارأيتُها في طريق البئر غاديةًتجرُّ بالحبل دَلْواً تملأُ القِرَبارأيتها في حِمى ظبيان باحثةًعن يابسِ الطَّلْحِ حتى تَجْلِبَ الحَطَبارأيتُها، إنها أُمِّي التي حَمَلَتْعناءَنا فغدتْ أمَّاً لنا وأَباأمَّاه دونَكِ صار البيتُ مُلْتحفاًبحزنه، وأَتانا العيدُ مُكْتَئِبَاًيا شمسَ منزلنا، لا زلتِ ساطعةًتمزِّقين دُجَى آلامنا إِرَباإنَّا طلبناكِ ممَّن ليس يُعجِزُهشيءٌ، ونسألُه أن يُنجز الطَّلباما استَجْلَبَ المرءُ شيئاً بالدُّعاءِ لهإلاِ وكان الرِّضا من بينِ ما جَلَبَالولا سكينةُ إيمانٍ بخالقنابها نسكِّنُ وجداناً إذا انتحبالأبصر الناس من آثارِ حسرتناشيئاً عظيماً ومن أحزاننا عَجبَايَقينُنا مكَّنَ الصَّبْرَ الجميلَ لناومَدَّ للقلب نحو الخالقِ السَّبَبَافنحن نطمع في إنعام خالقناونرتضي ما قضى فينا وما كَتَباأمَّاه، صبرُكِ في الدنيا غَدَا مَثَلافما رأيناه في دربِ الجراح كَبَاكذلك الأُمُّ يَلْقى قَلْبُها عَنَتاًمن الحياة، ولولا الصَّبْرُ لانشعباما الأُمُّ إلاَّ ينابيعُ الحنانِ جرىمعينُ وجدانِها الصافي لمن شَرِباببرِّها تَفْتَح الجنَّاتُ ساحتَهاوتمنَحُ اللؤلؤَ المكنونَ والذَّهَبابابٌ إلى جنَّةِ الفردوسِ يُدْخلناطُوبى لمن طرق الأبوابَ واحتسبايَزكو الثَّرى تحتَ رجليها، فلا تَرِبَتْيَدَا مُقبِّلِ رجليها، ولا تَرِبَا
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.