بائعة الريحان .....في قرية رابضة ...فى قمة الجبلتعيش في امان تواجه الحياة بانتسامة الاملوعندما تبيض ظلمة المساء بيضة السحروقبل ان تفتر مبسم الافق تكون قد اناخت الركابفي قرية الغشامره مقر سوق السبت .تبيع كل دور فيه الشيخ والريحان وربما قرن موز او قرنين .وقبل ان يودع النهار وعند نزعه الاخيرتكون في منزلها تقق الحساب .بائعة الريحان من ياترى بائعة الريحانامراة تخمشها مخالب التسعين امراة عجوز فى وجهها المجعد الجبيناشارة الى تعاقب السنين .في وجهها متاعب الزمن وفي انحناء ظهراها حكاية قديمة جديدة .اغنية ريفية فريدة ... بائعة الريحانرواية لا تعرف المراء و لا تعرف التزلف المشين .والرياء تقول ما تشاء وربما يلجمها الحياء فلتزم السكون .وتنتهي حكاية الريحان او تموتبائعة الريحان قذفت في مسمعها السؤالترنح السؤال واستطال وصال حول سمعها وجالبائعة الريحان فى عينها شرود . في سمعها ثقل .وربما راوده الخجل فاسدلت من صمتها حجابا .لكنن برغم صمتها قذفت بالسؤال يتبع السؤال.فالتفتت الي في ذهول وهمست تقول :تريد ان احكي لك الحكايهفقلت - في تلهف شديد نعم ....وكيف لا اريدبائعة الريحان .... رمت الي نظرةطويلة واردفت بآهة ثقيلةوانطلقت تقول :حكايتى حكاية ....اما ترى بأنني اصارع الهرمكأنني تساؤل من عصرنا القديم.عن كل ما اراه من جديد أو أنني علامة تخبرك بما مضىمن عيشنا الزهيدحكايتى حكايه ...قد عشت يا بني عالمين ولدت مرتين وربما اموت مرتين .ما بين أمسي ايها الفتى وبين حاضري مسافة بعيدة الزمنبدأتها وحيدة بالامس .كانت الحياة هادئة وكانت النفوس هانئة .واليوم كما ترى يا بني تقارب الزمنفالنوم في وطن وقهوة الصباح في وطنتقارب الزمان لكنني احس بالتباعد المخيف .في انفس البشر ما عاد في القلوب نبضها القديموحبها العظيم .تقارب الزمن والناس يلهثون وربما اتاهم اليقينوهو على الطريق يلهثون .حكايتي حكايةفي قريتي بدأت الطفوله في قريتي لعبت بالتراب والحصىرعيت في طفولتي الغنم وفي الصبا رعيت بيتي الصغيروأي بيت ايها الفتىما عرفت جدرانه الدهان وارضه لم تعرف المفارش الوثيرةما كان في منزلنا كنب ولم يكن في غرفتي سريرواين غرفتي كشوكة في حلق بيتنا الصغيرولم تكن اذا اتى الشتاء تحرمنا لذة المطرلكن بيتنا بالرغم من مظهره الحقير لم يعرف الشقاءوربما لانه لم يعرف الثراءحكايتي حكايةمن بيتي الصغير كنت املك الحدوداحس أن طفلتي شريفه تقرب البعيدولا تسل عن رجل قصير يفاجىء من يراه بمظهره الحقيريداه ما صافحتا نعومة الحياةلكنه بطل فى وجهه ابتسامة الاملمنحته عنايتي وحبي الكبيراغض طرفي ان قسا او ثار في غضبوربما يضربني لااعرف السبب فالزم السكونوانما السكون من ذهبما كان في قريتنا تلفاز ولم تكن تهمنا الاذاعةوسكتت بائعة الريحان ولم يطل سكوتها .بل اردفت تقول دعنى اقص هذه الحكاية العجيبةفي سفر الى ابنتي وايما سفرفي ذلك الزمان لم تعبد الطرق .وصلت بعد رحلت طويلة الى ابنتي شريفةدخلت بيتها .. رايت في مجلسها العجبأرجل في بيتها غريبهل فقدت الحياء والادبرددت فوق وجهي الحجاب وعدت نحوها وصحت في غضب :اغيرت طباعك المدينة وكيف .. تدخلينني على الرجلومن هو الرجل وهالني أني رايت زوجها يغالب الضحكوكدت ان أثورا لكنها تلطفت وقالت : هذا هو التلفازتنهدت بائعة الريحان وذهبت تقول : ما كان في قريتنا تلفازولم نكن نشاهد الفتاة يا بني تكاد تأكل الفتى .ما كان في النساء هذه الوقاحة .يا ضيعة الحياء ... احس يا بني أن سوسة الرذيلة ستاكل الفضيلةوانكم في كاس هذه الحضارة ستشربون شديد المرارة.وانكم كما هتفت سوف تهتفون :يا ضيعت الحياءوعادة بائعة الريحان حديثها الطويلولملمت ثيابها وانطلقت تقول :في بيتي الصغير صرت اعرف الصدر الست تعرف الصدرانها مزارع لزجي الحبيب في تهامهكم صافحت ارجلنا طريقها الطويل فى اليوم مرتين .ونحن نصعد الجبال وايما جبالتناطح السحاب في شموخ لاتعرف الرضوخ .في بيتي الصغير ذقت لذة الكفاح والتعب .ومرت السنون ولا تساني كيف مرت السنونواقبل الخريف ولا تسلنى كيف اقبل الخريفعشية الخميس وكانت الشمس تعانق المغيبوكنت في انتظار زوجي الحبيبوزحفت مواكب الظلام نحونا ولم يعد.وابتلع السكون قريتي ولم يعد .وطال بي السهر واستاسد القلق وعربدت مخاوفي وشمر الارق .وزجي الحبيب لم يعد واشتعلت في موقدي الظنونوزوجي الحبيب لم يعدعشية الخميس غامت السماءفرعدها مخيف وبرقها يكاد يخطف البصر .وزحف الظلام واستبد بالتلال .وعندها خرجت والضياؤ والظلام في عراك .وقريتي نائمة فما بها حراك .وربما سمعت لو اصخت سمعك الرهيف ما يشبه الحفيف .تحدثه شراشف النساء وربما سمعت تمتة وجملا منغمه .وربما لو اصخت ثانية ... طقطقة الحطب . كانه يشكو اليك قسوة اللهبوربما رايت لو امعنت ناظريك نساء قريتي يسبقن ضوء الفجرعند منبع المياه ويا لهن من نساء على ظهورهن ترقص القربوما لهن في المجون من أربخرجت والسماء في وجوم والريح تزمع الهجوموجسدي تهزه ارتعاشة غريبةوخطرت خاطرة رهيبة ووقف بي الطريق . او انني وقفت بهوجاءني الخبر ...... فزوجي الحبيب ماتونال من تماسكي الدوار واسدل الستار وبعدها .بدات رحلت العناء وصرت يابني كما ترىبائعة الريحان بائعة الريحان
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.