محمد بن الذيب

للكتاب عبدالرحمن ناهي، في مقالات،

محمد بن الذيب

للكتاب: عبدالرحمن ناهي،


‏ابن الذيب هل يخلف ذئابا اخرى؟

> لم يكن للشعر الشعبي النبطي دور في نقد الاوضاع السياسية وساستها بل بالغ في الدفاع عن كل مايتعلق بالحكومات ونقد من يخرج عن هذا الاطار ليبقى في محيط الغزل والقصائد الاجتماعية وان كنا نستمع ابياتا من هنا وهناك من غير ذكر اسم شاعرها حتى وقتنا الحاضر وربما يرجع ذلك للاستقرار السياسي والاقتصادي في دول منبع الشعر النبطي , الا ان هناك شاعر قد خرج عن المألوف بشعبيته الكبيره وعقله النيير وتمكنه من استخدام وتسخير جميع مقومات الشعر لصالحه من هو هذا الشاعر؟

>

> محمد بن الذيب ذلك الشاعر الصيه او المارد الشعري كما يحلو للبعض تسميته وهو من الشعراء القلة في الساحة حيث يمتاز بالجزالة وقوة الكلمات مع تمكنه من حفظ قصائده بثقة تامة وتلقائية مطلقة , لم اكن لاكتب عنه لو لم يكن ظاهرة تكاد ان تكون فريدة في الشعر الشعبي من حيث الدفاع عن قضايا المجتمع والتفكير بصوت مرتفع في القضايا الساخنة والتي يتجنبها غالبية الشعراء الشعبيين بل جميعهم الا ان هناك شاعر قد يلتقي معه بنفس الفكر غير انه بعيد عن الاعلام وهو الشاعر عطية الكوح والذي اتنبأ له مجاورة ابن الذيب في زنزانته وله قصيدة ساخرة مشابهه لابن الذيب ولااعلم ايهما سبق صاحبه حيث يقول الكوح من قصيدة لاتسألوني كيف راحت فلسطين ومنها هذي الابيات( ياخي اثاري الغرب فعلا مساكين/ ماعندهم رئس بحكمه مخلد

> رئسهم حكمه فقط اربع اسنين / وان وافقوله يمكن انها تجدد

> الى ان يقول :بالمختصرمسكين او بين قوسين/ماهومثل حال الرئيس المسدد

>

> وان اردتم قرائتها اسالوعنها العم قوقل ويسردها لكم كاملة

> بينما يقول ابن الذيب من ضمن قصيدة مليئة بالاسقاطات السياسة والمباشرة لايهم فالتحفظات غير موجودة عند ابوراشد ( ياخوك حنا العرب حكامنا من دون ذكر اسما / يجي من بطن امه للحكم كنه نبي مرسول الخ ثم يقول في فقصيدة اخرى كلها اسقاطات

> (في زمان العولمة والانكسار الذاتي /العروبة ضايعة والشعب ينكح نفسه

> الى ان يقول: اريد ن اكون ثور..فأهيج وأثور/فقالت هل تجزم اوتسالم,,,ان ترضى رابطة الثيران في العالم,,,,,,ان يكون بينها ثور عربي مسلم,,,,,

> ثم اردفها بقصائد كثيرة من هذا النوع ومنها قصيدة الياسمين والتي اثيرت حولها ضجة اعلامية كبيرة وهي قصيدة تجاوزت الخطوط الحمراء ليصبح شاعرنا شاعر فكر بعد ان كان فوضويا لدرجة التهريج ولايمانع باستخدام الالفاظ السوقية والتي يترفع عنها عامة الناس الا انه يمتلك الجرأة الكافية واللامبالاة المتناهية ليكتب ماتمليه عليه افكاره فقط ثم يجلس متفرجا ليرصد ردة الافعال ليس توجلا وانما ليفاجأهم بجديد المتمكن المبدع,

> ولعل أول ظهور له في الكويت قد بين شخصيته وشعره حيث ان البلد في ذكريات السنين الاولى من الغزو قد فاجئهم بهذا البيت(انتي سبة الغزو العراقي للكويت ولو غزا صدام مرة ثانية بغزي معه) وقد اثار هذا البيت ضجة كبيرة بين مستاء ومدافع عنه ليكتسب شهرة واسعه على خلفية (الرجل ودك يشتهر في شبابه بالطيب والا فالعلوم الرديات) ويكرم ابوراشد عن الرديات

> لينطلق بعد ذلك دون احباط معتمدا على ثقته بنفسه وشعره وقبوله لدى جماهير الشعر وان كان هناك من يعترض على اسلوبه في المدح وتناسوا بان كبار الشعار كالمتنبي وابي تمام والبختري

> الفرزدق وجرير قد وقففوا على ابواب الملوك ليمدحوهم ويحظوا بجوائزهم وهذا الشئ لايعيب

> الشاعر

> كما ان اسلوبه في خلط الجد بالمزح قد رسم خط سير مسيرته الشعرية ليكون هويته بختم فوضوي لايخلو من الابدع الشعري , وحتما لولا الابداع والقبول لأصبح نسيا منسيا , ومن الطبيعي لتلك الشخصية الإبداعية العنيدة لابد وان تسجل بصمة في سجل التاريخ فقد اتجه للقضايا الإنسانية والقومية فهو شخصية ثائرة لاتقبل الضيم ولا التخفي خلف الستار بل كان يبدئ رأيه بكل صراحة وشجاعة كما كان الشاعر مظفر النواب واحمد مطر وغيرهم من الشعراء الذين دفعوا ثمن حريتهم وحياتهم قي سبيل الحريات العامة للشعوب وليس لمصلحتهم الذاتية ولو أرادوا ذلك لأكلوا في ملاعق من ذهب , ولا يخفى عليكم إن ابن الذيب لم يكن في حاجة وهو ينتمي لدولة غنية مثل قطر وعلاقته بكبار القوم ولم يكن لديه أي مشكلة مع ساستها ولا زال الى الان وهو يمتدح امير قطر ويكن له كل الاحترام والتقدير والدليل ماقاله من قصائد المدح ولكن هناك اناس لاتعيش لأنفسها فقط بل يعيش ليسعد الآخرين بما هومتاح لديه ومنها الدفاع عن قضاياهم وهمومهم

> وبالرغم من اته سني المذهب الا انه أشاد بنصر الله في تحرير الجنوب اللبناني من إسرائيل ليثبت قوميته للعروبة بعيدا عن صراعات المذاهب ومن الطبيعي ان يجد من المتعصبين من يعارضه كالردية التي جرت بينه وبين سلطان الهاجري والتي اثبتت ان محمد ابن الذيب يمتلك الفكر والاطلاع مع البلاغة الشعرية حيث فند جميع ابيات الهاجري ثم تفاعل مع الربيع العربي

> في قصيدة الياسمينه وتكلم بلسان الشعوب وما يدور في أفكارهم وقد سبقتها قصائد أخرى جريئة

> كونت تراكمات أمنية تنظر إليه كمفكر سليط اللسان ذو تأثير جبار على الالتفاف حوله فهو لم يكن شخصية عادية بل اعتبره من اعظم الشخصيات والتي سيذكرها التاريخ بكل احترام والدليل هذا الكم الهائل من الاحتجاج من قبل جميع اطياف المجتمع على سجنه ,

> وخلاصة القول عندما كان مهرجا قرب من البلاط وعندما اصبح ذو رأي قطعوا لسانه

> والسؤال هنا هل هذه بداية الطريق لتسييس الشعر الشعبي بحيث نرى ذئابا اخرى ام تكتفي الساحة الشعبية بذيب واحد ؟

> وأخيرا لايسعنا الا ان ندعو له بالفرج القريب انشاء الله ولاسيما ان هناك حالات كثيرة في جميع العصور الاسلامية قد تجاوز عنها الخلفاء وبدلوا سيئاتهم حسنات بوصلهم بالجوائز الجزلة

> وليس غريبا على القيادة القطرية أن تتجاوز عن هذا الشاعرالفذ ونكتفي بالسلامة دون الجوائزوالصلا ت

© 2024 - موقع الشعر