وسط أجواء مليئة بالتحدّي والمتعة والشاعريّة والإبداع، تواصلت ليلة أول أمس الأربعاء مسيرة التنافس على بيرق ولقب النسخة الرابعة في أكبر وأضخم وأقوى مسابقة شعريّة في تاريخ الشعر النبطيّ والإعلام العربيّ المرئي "شاعر المليون"، وجاءت الأمسية الثانية من المرحلة الثانية من المنافسات مليئة بالشعر والإثارة وتميّزت بالتحدي وقوّة النصوص .
وقد حضر فعاليّات الحلقة معالي وزير الطرق والنقل والجسور السوداني الدكتور مبروك مبارك سليم، وسعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيّات وأعضاء السلك الدبلوماسيّ، وحشد من وسائل الإعلام، إلى جانب جمهور غفير من دول الخليج والجاليّات العربية، إضافة إلى حضور نسائي كثيف.
شعراء الحلقة...
تنافس في الحلقة الثانية من المرحلة الثانية والتي تمّ بثّها على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي الأولى ومحطة (إمارات إف إم) ليلة أوّل أمس الأربعاء، وأعيد بثّها على قناة شاعر المليون، كلاً من: الشعراء: حميد المرادي من اليمن، ربا الدويكات من الأردن، سطام بن بتلا من السعودية، فلاح المورقي من الكويت، محمد بن علي السعيد من السعودية، محمد بركي الرشيدي من السودان.
وشهدت الحلقة مفاجآت جميلة على مستوى الحضور والأداء، وتميّزت النصوص التي تقدم بها الشعراء بتنوع المواضيع وتعدد اللهجات، وقد حرص جميع الشعراء على الحضور المشرف والأداء المتميّز الذي يرتقي إلى مستوى التحدي في هذه المرحلة الهامة من المنافسات.
مهرجان (الظفرة 2010) لمزاينة الإبل...وشاعر المليون
في بداية الحلقة شاهد الجمهور تقريراً رصد لفعاليات (مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل 2010) الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، بتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والذي انطلقت فعالياته في الثلاثين من الشهر الماضي وافتتحه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، ويضم العديد من الأنشطة والفعاليات إضافة إلى مزاينة الإبل، مثل مسابقة التمور والسوق الشعبي ومسابقة الشعر النبطي.
كما رصد التقرير لآراء وانطباعات بعض المشاركين في المهرجان من أبناء دولة الإمارات ودول الخليج، الذين عبروا عن سعادتهم بالمشاركة وتأكيدهم على أهمية المهرجان الذي يعتبر الأهم والأكبر بين مهرجانات مزاينة الإبل في المنطقة.
استديو التحليل والانطلاقة...
البداية مع الشعر والنقد انطلقت من استوديو التحليل مع الشاعر والناقد سالم المعشني والشاعر مانع بن شلحاط حيث تحدثا عن المشاركات في الأمسية الماضية وما حملته من إثارة ومفاجآت، كما تحدثا عن ردود الأفعال حول المشاركات وخاصة مشاركات بعض الشعراء الذين قدموا نصوصاً أقل من مستواهم المعروف ولم يكونوا موفقين في الاختيار.
نتائج التصويت الجماهيري على شعراء الحلقة الماضية..
قبل الإعلان عن نتيجة التصويت على خمسة من شعراء الحلقة الماضية الأولى في مرحلة الـ(24)، وبعد أن رحب مقدما البرنامج حسين العامري وحصة الفلاسي وجمهور المسرح بأعضاء لجنة التحكيم الدكتور
غسان الحسن، الأستاذ سلطان العميمي، والأستاذ حمد السعيد، شاهد الجمهور تقريراً قصيراً تضمّن ملخصاً سريعاً لمشاركات الشعراء ومقتطفات من تعليقات لجنة التحكيم، بعد ذلك تمّ الإعلان عن تأهّل الشاعر القطري علي الغياثين المري، بعد أن حصل على أعلى نسبة تصويت جماهيري ونتيجة إجمالية 69% وأصبح الشعراء الأربعة: مسعود الوايلي بنتيجة إجمالية 58%، عبيد الهاملي 40%، حليمة العبادي 49%، رائد الشيباني 35%، خارج نطاق المنافسات. بعد أن شاركوا بقوّة وتركوا بصمة جميلة في ميدان الشعر والإبداع.
أكاديمية الشعر تحتفل باختتام موسمها الأكاديمي الأول...
وتضمنت الحلقة تقريراً رصد لاحتفال أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث باختتام موسمها الأكاديمي الأول في البرنامج الدراسي المتخصّص بمجال (الشعر النبطي ودراساته)، وسط حشد من الإعلاميين وكبار الشخصيات وعدد من الشعراء الإماراتيين ونجوم شاعر المليون وأساتذة الموسم الأكاديمي الأول والمنتسبين إلى الدراسة.. وقد تمّ خلال الحفل تكريم الأساتذة المحاضرين في هذا الموسم، وكذلك الطلبة المنتسبين والذين شارك عدد منهم بقصائد جميلة خلال الحفل.
مجريات المنافسة في الجزء الأوّل ...
انقسمت منافسات الحلقة إلى جزأين تضمّن الأوّل مشاركة الشعراء بقصيدة حرّة الوزن والقافية والموضوع، وتضمّن الجزء الثاني مشاركة الشعراء الستة بقصائد مجاراة لقصيدة على وزن (الونّه) لأحد أعلام الشعر الذين تمّ اختيارهم بالقرعة في الحلقة الماضية.
وكانت الإنطلاقة مع الشاعر حميد المرادي الذي شارك بنصّ جميل تفاعل معه جمهور المسرح بحماس، ورأى الدكتور غسان الحسن أنّ الشاعر ارتقى من خلال هذا النصّ بمستواه الشعري إلى مرحلة جديدة وجميلة، وأشار إلى كثافة التصوير وكثافة المعاني، وقال إنّ النصّ في مجمله مترع بالشعر، ولاحظ أنّ هناك ثِقل في وزن أحد الأبيات إلا أنّه ليس كسراً... وقال سلطان العميمي إنّ النصّ جميل في عمومه ولاحظ استعجال الشاعر في قراءة بعض الأبيات رغم جمالية الإلقاء، وأشار إلى أنّ فكرة القصيدة هي فكرة مناسبة وأشاد بثراء النصّ وتنوّع المفردات ودلالات المكان والجنسيات، والمفردات المتعلّقة بالوصف الحسي للأنثى... ووصف حمد السعيد النصّ بأنه جميل جداً تميّز من خلاله الشاعر بالإلقاء والأداء، كما أشاد بمدخل القصيدة والإشارات إلى رموز جميلة في أبوظبي.
ثاني المشاركات كانت مع ربا الدويكات، التي شاركت بنصّ عنوانه "ثورة غضب" رأى العميمي أنّ فيه ارتقاء إلى الأفضل، وأشار إلى أنّ النص احتوى على كثير من الصور الشعرية التي تضجّ بروح وأحاسيس الأنثى، كما أشار إلى تنوّع الصور الشعرية المرتبطة بالدلالات المكانية، ولاحظ أنّ هناك ثقل في وزن أحد الأبيات وخلل في وزن بيت آخر، وعلّق السعيد على النصّ أنه جميل وقال إنّه ردة فعل لموقف وفيه الكثير من الأبيات والصور الجميلة.. الحسن رأى أنّ النص جميل وأنّ ما يلفت النظر هو الأسلوب الذي اتبعته الشاعرة في مواجهة هجمة اجتماعية تعرضت لها، وقال إنه أسلوب واعي، كما أشار إلى وجود خلل في وزن أحد الأبيات.
ثالث المتنافسين سطام بن بتلا شارك بنصّ جميل أشاد حمد السعيد بالبحر الذي استخدمه الشاعر وقال إنّ النصّ فيه حرفة شاعر واضحة كما بيّن أنّ المدخل كان مميزاً جداً، وأن النص ناقش موضوع اجتماعي حساس وهام.. وقال الحسن إنّ موضوع النص اجتماعي من الدرجة الأولى وأن الاسلوب الذي طرح فيه الشاعر للفكرة كان جميلا. وأشاد بالأبيات التي خاطب بها الشاعر الطير في بداية النص والتي جاءت جميلة ومتماسكة وأشارت إلى أسلوب الرمز الكلي، وقال إنها كانت لقطة خصبة ولكن الشاعر قطعها، وتمنى على الشاعر لو هذا الأسلوب جيداً.. ورأى العميمي أنّ القصيدة تستحقّ التوقف على المستويين الفني ومستوى الموضوع والفكرة، وأشار إلى أنّ أغلب الصور في الأبيات تأتي بالتصوير الواقعي المباشر، وقال إنّ النصّ ينتمي إلى التجربة العامة أكثر ما ينتمي إلى التجربة الذاتية.
رابع الفرسان فلاح المورقي شارك بنصّ مميّز نال على ثناء وإشادة أعضاء لجنة التحكيم، ورأى الحسن أنّ النصّ فيه ارتقاء بالشاعرية، وجاءت أبياته غاية في الجمال والروعة، كما أشار إلى أنّ الموضوع ثري وواع، وان الشاعر دخل إلى الموضع دخول رائع وفتح أمامنا آفاقاً جميلة جدا... وقال العميمي إنّ النصّ جميل جداً من الناحية الفنية ومن ناحية الفكرة والموضوع التي تحدث عنه الشاعر، وقد ناقش قضية مهمة وخطيرة في وقتنا الحاضر وهي التضليل، هذه الظاهرة الخطيرة التي يجب أن نقاومها لما فيها من خطر يهدّد أبناء المجتمع... السعيد قال إنّ الشاعر أثبت من خلال هذا النصّ أنّه شاعر نظم من الدرجة الأولى، وأنّ هذا النص لا يكتبه إلا شاعر متمكّن، وأشار إلى العديد من الصور الشعرية الجميلة في القصيدة، وقال إنّ الموضوع مهمّ وحساس.
المتسابق الخامس محمد السعيد شارك بنصّ جميل نال على الثناء والإطراء من طرف أعضاء لجنة التحكيم، وفي تعليقه قال العميمي إنّ الشاعر لديه من التجربة الشعرية والذكاء الشعري ما يجنبه الوقوع في فخّ سوء اختيار النص، ورأى أنّ النصّ ومن أول بيت إلى آخر بيت مليء بالشعر.. وتحدث السعيد عن بحر القصيدة( الهجيني الطويل) وأشاد بالمطلع ، وقال إنّ المدخل جميل جداً ولم يسبق له مثيل ولم يتطرق أيّ من الشعراء إلى مثل هذا التجانس ،كما أشار إلى أنّ الشاعر تناول موضوع النص بذكاء.. وقال الحسن إنّ النصّ مترع بالجمال وأنّ المعنى والصورة متكاتفان في النصّ ومتواليان كما أشاد باستخدامات الشاعر الجميلة للغة.
مسك ختام منافسات الجزء الأول كان الشاعر محمد الرشيدي، الذي شارك بنصّ اجتماعي جميل، وصفه السعيد بأنّه نصّ جميل جداً تطرق الشاعر من خلاله إلى أمور حسّاسة تخصّ المجتمع السوداني وتنطبق على كثير من المجتمعات العربية، واستفسر عن معاني بعض المفردات الخاصة ببيئة الشاعر، وأشاد باستخدام الشاعر للمفردة الأصيلة في بيئته، وقال إنّ الطرح ذكي وحساس وأنّ ختام النص كان جميلاً.. وقال الحسن إنّ النص جميل في موضوعه وتغلب عليه السلبية كثيراً وفيه تشاؤم ولكنه ليس الأصل فهو منقلب من أشياء كانت جميلة ثم انعكست، وأنّ المكان له دور في هذه الانقلابات والشاعر عندما طرح الموضوع طرحه من الناحية الشعرية وقد أتقن ذلك... العميمي أشاد بمطلع القصيدة وقال إنّ موضوع النصّ تقليدي تميّز بخصوصية المفردة وخصوصية المكان، وأشار إلى أنّ هناك محاولات لاستحضار الحكمة وصنعها لكن المعنى لم يتطور كثيراً في النصّ الذي احتوى على صور شعريّة عديدة.
الجزء الثاني .. قصائد المجاراة ...
قبل انطلاق المنافسات في الجزء الثاني علّق ضيفا استديو التحليل سالم المعشني ومانع بن شلحاط على مشاركات الشعراء وأشادا بالحضور والأداء والمواضيع التي تطرّق إليها الشعراء في نصوصهم وكذلك تنوّع اللهجات في هذه الأمسية.
ثمّ انطلقت منافسات الجزء الثاني وألقى الشعراء الستة قصائد جاروا فيها شعراء كبار على وزن الونّه وعلى نفس الغرض والقافية .. وتميز الشاعران فلاح المورقي ومحمد السعيد بأداء المجاراة بطريقة الشلّة التي أضفت جماليّة وتميزاً على الأداء... بعد ذلك علّق أعضاء لجنة التحكيم على قصائد المجاراة، وقال الحسن إنّ جميع الشعراء أتقنوا الوزن والقافية في قصائدهم ورأى أن التراسل بين الماضي والحاضر من خلال القصائد كان جميلا، ولاحظ أن قصيدة المرادي احتوت على خلل في قافية أحد الابيات.. وأشار العميمي إلى أنّ وزن الونّه وزن قصير وأنّه يحتاج إلى ثراء لغوي كبير لدى الشاعر لأن لذلك دور في القوة وتنوّع الصور الشعرية في القصيدة، ورأى أن الشعراء قد أجادوا في قصائدهم.. حمد السعيد رأى أنّ الشعراء أبدعوا في قصائد المجاراة، وأشار إلى أنّ القصد من اختيار مثل هذه الأوزان هو إحياؤها وإحياء ذكرى شعراء مبدعين أثروا الساحة وتركوا فيها بصمات كبيرة وجميلة، وقال إنّ الشعراء الستة كانوا مبدعين في مجاراتهم.
ضيفا الحلقة .. عبيد بن قذلان وعيضه المنهالي..
حلّ الشاعر عبيد بن قذلان المزروعي ضيف شرف في الحلقة وعبّر من خلال تقرير مصوّر عن سعادته بتواصل نجاحات شاعر المليون، كما أشار إلى أنّ احتجابه عن الساحة كان متعمدا رغم أنه ينتمي إلى بيئة شعريّة.. ومن المعروف أنّ والده من أكبر شعراء الإمارات.. وحول مشاركة الشاعر الإماراتي في شاعر المليون رأى أنّ المشاركات الإماراتية كانت جميلة وأنّ الشعراء الذين شاركوا أثبتوا تواجدهم في الساحة، وتمنى ابن قذلان أن يكون بيرق النسخة الرابعة إماراتياً وألقى قصيدتين اتسمتا بالتتميّز والجمال.
كما حلّ الفنان الإماراتي عيضة المنهالي ضيفاً على مسرح شاطئ الراحة وقدّم أغنيّة جميلة من كلمات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رافقه خلاله الأداء إحدى فرق الفنون الشعبية الإماراتية، وقد تفاعل الجمهور بطريقة رائعة مع الأغنيّة وأضفت المشاركة جمالاً وألقاً على فعاليّات الحلقة.
فلاح المورقي إلى المرحلة الثالثة...
قبل نهاية الحلقة تمّ الإعلان عن نتائج تقييم لجنة التحكيم لمشاركات الشعراء، حيث منحت اللجنة طاقة التأهّل للكويتي فلاح المورقي الذي حصل على أعلى درجات اللجنة 45 من 50، فيما تحوّل الشعراء الخمسة الآخرون إلى مرحلة التصويت الجماهيري الذي يستمر أسبوعاً ويتأهّل من خلاله الشاعر صاحب أعلى نسبة تصويت جماهيري وأعلى نسبة اجمالية... ومنحت اللجنة درجاتها للشعراء كالتالي: حميد المرادي 39 من 51، ربا الدويكات 36، سطام بن بتلا 40، محمد السعيد 44، ومحمد الرشيدي 41من 50.
فرسان الحلقة القادمة.. ومعيار قصيدة المجاراة...
في نهاية الحلقة تحدّث سلطان العميمي عن معيار المجاراة في الحلقة القادمة الذي سيكتب عليه الشعراء مجاراتهم وهو وزن "التغرودة" وأشار إلى أنّه من الأوزان التي تختص بها دولة الامارات ويقوم على شطر واحد يقوم على أساسه البيت ويقال كجرعة مركّزة من المعنى لموضوع الشاعر الذي يكتب عليه.
بعد ذلك تمّ الإعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في الحلقة القادمة والشعراء الذين سيقومون بمجاراتهم بواحدة من قصائدهم على وزن (التغرودة)، وهم: حصة هلال (ريمية) من السعودية تجاري الشاعر سعيد بلحلوة الكتبي، عبدالله حديجان من السعودية يجاري الشاعر محمد ين خمس العامري، تيسير الزلابية من الأردن يجاري الشاعر حميد بلهالة النعيمي، نصار السويط من الكويت يجاري الشاعر محمد بن حم العامري، مبارك بوظهير من الكويت يجاري الشاعر عمير بلحي العامري، وجزاء البقمي من السعودية يجاري الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان.
برنامج شاعر المليون تدعمه وتنتجه وتنظّمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويقدمه كلّ من حسين العامري وحصة الفلاسي، ويحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون والبيرق على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم، إضافة لمنح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم.
عناوين مشابه
احدث مقالات الكاتب
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.