صدور ديوان هايكو ضد الحرب

للكتاب: عبد الله جعفر،


قدمه الأديب الشاعر اسامة الخواض صدور ديوان هايكو ضد الحرب للشاعر عبدالله جعفر

صدر عن دار إضاافة للنشر والتوزيع ديوان هايكو ضد الحرب للشاعر عبد الله جعفر وازدان الديوان بتقديم خطه الشاعر الأديب أسامة الخواض حيث كنب :
"هايكو لا الحرب" للشاعر عبد الله جعفر، هو رؤية شعرية مناوئة للحرب التي نشبت في ١٥ ابريل ٢٠٢٣ بين " الجيش السوداني" و"الدعم السريع". وعبر جنس "الهايكو" العربي نشهد مواقف وشهادات موجزة تأخذ شكل الومضة، وتغلب عليها السخرية في شكل درامي.
يتجّسد رفض الحرب في :
سَأَقُول لَا لِلْحَرِبِ،
وَلَتَفْعَلْ بِصَوْتِي مَا تَشَاءُ،
أَنَا الضَّحِيَّةُ دُونَ صَوْتِي،
لَنْ تَجِدْ سَبَبًا،
تَخُوضُ بِه غِمَارَ الْحَرْبِ ضِدِّيٌّ
وتتم الإشارة إلى طرفي الحرب عبر الحديث عن "العساكر" و"أشباه العساكر" و"أوغاد العساكر"، كما تتم الإشارة إلى "الدعم السريع " كجنجويد في "هايكو" ساخر:
حِينَ جَاءَ الجنجويدُ،
رَأَيْتُ مِنْ بَيْنَ الَّذِينَ أَتَوْا لِقَتْلِي،
صَاحِبِيِّ زَمَنِ الدِّرَاسَةِ وَاِبْنَ عَمِّي وَاِبْنَ جَارِي
كَانَ قَائِدُ جَيْشِهِمْ طِفْلاً عَلَى كَتِفِيِّهِ نَجْمَات،
وَمِدْفَعْ
أما "الجيش" فتتم الإشارة إليه في الواقعي عبر أفعاله، وباسمه الحقيقي عبر المتخيّل والمشتهى والمأمول.
ففي الواقعي نقرأ الهايكو التالي:
قُصِفُوا جَمِيعَا،
ضِمْنَ حَمَلَاتِ التتارِ الْمُلْتَحِينَ،
الْمَخْبِزَ الْآلِيَّ وَمَكْتَبَةَ الْخَلِيلِ،
وَبَائِعَاتِ الشَّاي قُرْبَ الْبَابِ،
وَالْأَطْفَالَ خَلْفَ زُقَاقِ مَنْزِلِنَا وَجِيرَانِي،
وَأَكْشَاكِ الْخَضَّارِ عَلَى نواصي الشَّارِعَيْنِ،
وَكُنت أعْرَفْهُمْ جَمِيعًا،
لَمْ يَكْن بِالطَّبْعِ فِيهُمْ جنجويد
أما في المتخيَّل والمشتهى والمأمول، فنقرأ اسمه مكتوباً:
خُذْ مَا تَشَاءُ ،
مِنَ التَّشَابُهِ وَالتَّنَافُرِ،
وَالتَّشَتُّتِ وَالتَّمَازُجِ فِي بِلَادِيٍّ،
وَابْني لِي جَيْشَا،
يُقَاتِلُ فِي زَمَانِ الْحَرْبِ،
مِنْ أَجَلِ السّلَام،
وَلَيْسَ ضِدِّي
وتتحدث المواقف الشعرية الموجزة عن أثر المقدّ س في الحرب عبر “الشيوخ" و"الشيوخ الفاسقين" و"التتار الملتحين" و"كلاب الملتحين". وتتجلّى أقصى درجات توظيف المقدّس في الحرب في :
يَقْتُلُ شَعْبِي بِاِسْمِ اللهِ،
وَيَسْرِقُ خُبْزِي بِاِسْمِ اللهِ،
وَيُنْهَبْ أَرْضِي بِاِسْمِ اللهِ،
وَيَهْتِكُ عِرْضِي بِاِسْمِ اللهِ،
وَحِينَ كَمَا فِرْعَوْنَ نَرَاه،
يصرخ فِينَا هِي لله
لم تعد الحرب مثل الحروب السودانية السابقة مخفية وفي مكان بعيد ومنزوٍ، بل صارت "معولمة" عبر الميديا التقليدية والميديا الجديدة. ويشير إلى تلك الحقيقة الجديدة هايكو ساخر:
لَلْأحْزَان كُلَفَتُهَا،
وَلِلْأَخْبَارِ تُجّار الْكَلَاَمِ الزيْفِ،
فَاحْذَرْ حِينَ تَخْتَار الْقَنَاةَ،
فَلَا غُرَابَة إِن سَمِعَت بِنَشَرَةِ الْأَخْبَارِ،
أَنَّكَ ضِمْنَ مَنْ قُتِلُوا غَدَا
ومضات شعرية كثيرة عكست معاناة المدنيين. وأشارت واحدة منها إلى “الهوية الجديدة" لبعض المدنيين من ضحايا الحرب:
( أَيْنَ مَا وَلَّى تُصَادِفَهُ الْعَسَاكِر)
أَخَذُوا هُوِيَّتَهُ وَقَالَ الضَّابِطُ المصري
لَا دَاعِي لِاِسْمِكَ هَاهُنَا
ثُمَّ اِنْحَنَى لِيُوَقِّعَ الْأَوْرَاقَ مُبْتَسِمًا
وَيَكْتُبُ فِي مَكَانِ الْاِسْمِ
(نَازِحْ)
"هايكو ضد الحرب" ليس تقريرا يومياً عن الحالة الراهنة، لكنه غناء لشاعر ضد نسيان بلاده، وضد الموت:
لا تَلِدُ الْحُروبُ الشِّعْرَ،
لِكَنِّيَّ أغَنَّي،
خَوْفَ أَن أَنْسَى بِلَادِي،
أَوْ أَمُوت

أسامة الخواض
كاليفورنيا سبتمبر 2023

© 2024 - موقع الشعر