(لقد أسرف كثير من الناس في تصميم المقابر والمبالغة في تزيينها وزخرفتها وإنارتها ، حتى وصلتْ تكلفة القبر الواحد 300 ألف جنيه ، على حد ما ذكر لي من أثق في كلامه وتقوم الحجة بقوله! وفي زيارةٍ لي للمقابر ، حاولت أن أستوثق من مدى مصداقية هذا الكلام ، فرأيت عجباً. فوالله لقد رأيت مقابر لا تختلف كثيراً عن بيوت الأحياء ، إلا أن تُمدد لها خطوط الكهرباء والماء والإنترنيت والغاز! فتساءلتُ: لماذا الأعمدة والسقف الخرساني والرخام والسيراميك والقيشاني والفسيفساء المنحوتة والمعدنية والمدهونة ، ناهيك عن المشربيات والفسقيات والبوابات والأسوار والأبواب والنوافذ؟! هل الموتى يستفيدون من هذه الأشياء؟ هل تُفيدهمُ الفرُش والورود والزهور والخوص والريحان والياسمين والفل والثمار والأشجار والزروع المختلفة؟ ثم مَن أمر الناس بالبناء على القبور بهذا الشكل المكلف الذي يصرف من ينظر إليه عن تذكر الآخرة ولو للحظة؟! ومن أمرهم بتشييد المقامات والمساجد على القبور؟ ومن أمرهم بتجصيص القبور وزخرفتها وتزيينها وإنارتها بالمصابيح الكهربائية؟ ومن أمرهم أو أجاز لهم أن ينقشوا المعلقات والمدائح والقصائد على بعض القبور؟ ومن أمرهم أو

© 2024 - موقع الشعر